المعطوف غير المعطوف عليه ، والآيات في هذا المعنى فوق حدّ الإحصاء.
والثالثة : آيات الختم والطبع نحو قوله تعالى : (أُولئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللهُ عَلى قُلُوبِهِمْ)(١).
وقوله تعالى : (خَتَمَ اللهُ عَلى قُلُوبِهِمْ) (٢).
فالإمعان في هذه الآيات يثبت أن الإيمان هو التصديق القلبي ، يترتّب عليه أثر دنيوي وأخروي ، أمّا الدنيوي فحرمة دمه وعرضه وماله ، إلّا أن يرتكب قتلاً أو يأتي بفاحشة.
وأمّا الأُخروي فصحّة أعماله ، واستحقاق المثوبة عليها وعدم الخلود في النار ، واستحقاق العفو والشفاعة في بعض المراحل.
ثمّ إنّ السّعادة الأُخروية رهن الإيمان المشفوع بالعمل ، لا يشكّ فيه من له إلمام بالشريعة والآيات والروايات الواردة حول العمل ، ومن هنا يظهر بطلان عقيدة المرجئة الّتي كانت تزعم أنّ العمل لا قيمة له في الحياة الدينية ، وتكتفي بالإيمان فقط ، وقد تضافر عن أئمّة أهل البيت عليهمالسلام لعن المرجئة (٣) قال الصادق عليهالسلام :
«ملعون ، ملعون من قال : الإيمان قول بلا عمل». (٤)
وممّا ذكرنا تبيّن أنّ الأحاديث المروية في أنّ الإيمان عبارة عن معرفة
__________________
(١) النحل : ١٠٨.
(٢) البقرة : ٧.
(٣) لاحظ : الوافي ، للفيض الكاشاني : ٣ / ٤٦ ، أبواب الكفر والشرك ، باب أصناف الناس.
(٤) البحار : ٦٦ / ١٩.