والآخر إلى ما به الامتياز ، وقد عرفت انّ واجب الوجود بالذات بسيط ليس مركّباً لا من الأجزاء العقلية ولا الخارجية.
قد تبيّن أنّ واجب الوجود بالذات لا ماهيّة له ، فهو صرف الوجود ، ولا يخلط وجوده نقص وفقدان ، ومن الواضح أنّ كلّ حقيقة من الحقائق إذا تجرّدت عن أيّ خليط وصارت صرف الشيء ، لا يمكن أن تتثنّى وتتعدّد.
وعلى هذا ، فإذا كان سبحانه ـ بحكم أنّه لا ماهيّة له ـ وجوداً صرفاً ، لا يتطرّق إليه التعدّد ، ينتج أنّه تعالى واحد لا ثاني له ولا نظير وهو المطلوب.
إنّ القرآن الكريم عند ما يصف الله تعالى بالوحدانية ، يصفه ب «القهّاريّة» ويقول:
(هُوَ اللهُ الْواحِدُ الْقَهَّارُ) (١)
وبهذا المضمون آيات متعدّدة أُخرى في الكتاب المجيد ، وما ذلك إلّا لأنّ الموجود المحدود المتناهي مقهور للحدود والقيود الحاكمة عليه ، فإذا كان قاهراً من كل الجهات لم تتحكّم فيه الحدود ، فاللّامحدودية تلازم وصف القاهرية.
__________________
(١) الزمر : ٤.