بالقلب ، وقول باللسان ، وعمل بالأركان (١) ، لا تهدف تفسير حقيقة الإيمان ، بل هي ناظرة إلى أن الإيمان بلا عمل لا يكفي لوصول الإنسان إلى السعادة ، وإنّ مزعمة المرجئة لا أساس لها ، هذا هو مقتضى الجمع بينها وبين ما تقدم من الآيات.
نسأل الله سبحانه أن يجعلنا من الصالحين من عباده المؤمنين الّذين قال في حقّهم :
(مَنْ عَمِلَ سَيِّئَةً فَلا يُجْزى إِلَّا مِثْلَها وَمَنْ عَمِلَ صالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ يُرْزَقُونَ فِيها بِغَيْرِ حِسابٍ). (٢)
هناك بعض المسائل الّتي لم تزل الشيعة الإمامية تزدري بها أو تتّهم بالاعتقاد بها ، وهي الاعتقاد بالبداء ، والرجعة والمتعة ، وعدم الاعتقاد بعدالة جميع الصحابة ، والتقيّة واتّهام القول بتحريف القرآن.
وقد تقدّم الكلام حول البداء في مبحث العدل ، والرجعة في مبحث المعاد ، والبحث حول المتعة يحال إلى علم الفقه (٣) فلنبحث هنا عن بقية تلك المسائل وهي ثلاث :
__________________
(١) سنن ابن ماجة : ج ١ ، باب الإيمان ، الحديث ٦٥ ؛ خصال الصدوق : باب الثلاثة ، الحديث ٢٠٧ ؛ نهج البلاغة : الحكم ٢٢٧ ؛ بحار الأنوار : ٦٩ / ١٨ ، الباب ٣٠.
(٢) المؤمن : ٤٠.
(٣) راجع في ذلك كتاب «الاعتصام بالكتاب والسنّة» لشيخنا الأُستاذ السبحاني (مدّ ظلّه).