ثمّ إنّ روايات النقيصة لا تختصّ بأحاديث الشيعة ـ وقد عرفت الرأي الصحيح فيها ـ بل هناك مجموعة من الروايات في كتب التفسير والحديث عند أهل السنّة تدلّ على نقصان طائفة من الآيات والسّور ، وهذا القرطبي يقول في تفسير سورة الأحزاب :
أخرج أبو عبيد في الفضائل وابن مردويه ، وابن الأنباري عن عائشة قالت : كانت سورة الأحزاب تقرأ في زمان النبيّ مائتي آية ، فلمّا كتب عثمان المصاحف لم يقدر منها إلّا على ما هو الآن. (١)
وهذا هو البخاري يروي عن عمر قوله : «لو لا أن يقول الناس إنّ عمر زاد في كتاب الله ، لكتبت آية الرجم بيدي» (٢) إلى غير ذلك من الروايات الّتي نقل قسما منها السيوطي في الإتقان. (٣)
ومع ذلك فنحن نُجِلُّ علماء السنّة ومحقّقيهم عن نسبة التحريف إليهم ، ولا يصح الاستدلال بالرواية على العقيدة ، ونقول مثل هذا في حق الشيعة ، وقد عرفت أنّ الشيخ المفيد يحمل هذه الروايات على أنّها تفسير للقرآن ، وللسيد محمّد رشيد رضا أيضاً كلام في توجيه ما ورد حول نسخ
__________________
(١) تفسير القرطبي : ١٤ / ١١٣ ؛ ولاحظ : الدر المنثور : ٥ / ١٨٠.
(٢) صحيح البخاري : ٩ / ٦٩ ، باب الشهادة تكون عند الحاكم في ولاية القضاء.
(٣) الإتقان : ٢ / ٣٠.