ومن هنا يتضح أنّ وحدته تعالى ليست وحدة عددية ولا مفهومية ، قال العلّامة الطباطبائى قدسسره :
إنّ كلاً من الوحدة العددية كالفرد الواحد من النوع ، والوحدة النوعية كالإنسان الّذي هو نوع واحد في مقابل الانواع الكثيرة ، مقهور بالحدّ الّذي يميّز الفرد عن الآخر والنوع عن مثله ، فإذا كان تعالى لا يقهره شيء وهو القاهر فوق كل شيء ، فليس بمحدود في شيء ، فهو موجود لا يشوبه عدم ، وحقّ لا يعرضه باطل ، فلله من كلّ كمال محضه (١).
ثمّ إنّ إمام الموحّدين عليّاً عليهالسلام عند ما سئل عن وحدانيّته تعالى ، ذكر للوحدة أربعة معان ، اثنان منها لا يليقان بساحته تعالى واثنان منها ثابتان له.
أمّا اللّذان لا يليقان بساحته تعالى ، فهما : الوحدة العددية والوحدة المفهومية حيث قال :
«فأمّا اللّذان لا يجوزان عليه ، فقول القائل واحد يقصد به باب الأعداد ، فهذا ما لا يجوز ، لأنّ ما لا ثاني له لا يدخل في باب الاعداد ، أما ترى انّه كفر من قال إنّه ثالث ثلاثة ، وقول القائل هو واحد من الناس يريد به النوع من الجنس ، فهذا ما لا يجوز ، لأنّه تشبيه وجلّ ربُّنا وتعالى عن ذلك».
__________________
(١) الميزان : ٦ / ٨٨ ـ ٨٩ بتلخيص.