يستعملها كلّ من ابتلي بالملوك والساسة الّذين لا يحترمون شيئاً سوى رأيهم وفكرتهم ومطامعهم ولا يتردّدون عن التنكيل بكلّ من يعارضهم في ذلك ، من غير فرق بين المسلم ـ شيعياً كان أم سنّيّاً ـ ومن هنا يظهر جدوى التقية وعمق فائدتها.
إنّ التقية من المفاهيم القرآنية الّتي وردت في أكثر من موضع في القرآن الكريم ، وفي تلك الآيات إشارات واضحة إلى الموارد الّتي يلجأ فيها المؤمن إلى استخدام هذا المسلك الفطري خلال حياته أثناء الظروف العصيبة ليصون بها نفسه وعرضه وماله ، أو نفس من يمت إليه بصلة وعرضه وماله ، كما استعملها مؤمن آل فرعون لصيانة الكليم عن القتل والتنكيل (١) وغير ذلك من الموارد ، وإليك بعض الآيات الدالّة على مشروعية التقية بالمعنى المتقدّم :
قال سبحانه : (مَنْ كَفَرَ بِاللهِ مِنْ بَعْدِ إِيمانِهِ إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمانِ)(٢).
ترى أنّه سبحانه يجوّز إظهار الكفر كرهاً ومجاراة للكافرين خوفاً منهم بشرط أن يكون القلب مطمئناً بالإيمان وصرّح بذلك لفيف من المفسّرين.
__________________
(١) لاحظ القصص : ٢٠.
(٢) النحل : ١٠٦.