التوحيد في الخالقية
إنّ العقل يدلّ بوضوح على أنّه ليس في الكون خالق أصيل إلّا الله سبحانه ، وأنّ الموجودات الإمكانية مخلوقة لله تعالى ، وما يتبعها من الأفعال والآثار ، حتى الإنسان وما يصدر منه ، مستندة إليه سبحانه بلا مجاز وشائبة عناية ، غاية الأمر أنّ ما في الكون مخلوق له إمّا بالمباشرة أو بالتسبيب.
وذلك لما عرفت من أنّه سبحانه هو الواجب الغني ، وغيره ممكن بالذات ، ولا يعقل أن يكون الممكن غنياً في ذاته وفعله عن الواجب ، فكما أنّ ذاته قائمة بالله سبحانه ، فهكذا فعله ، وهذا ما يعبّر عنه بالتوحيد في الخالقية. ومن عرف الممكن حقّ المعرفة وانّه الفقير الفاقد لكلّ شيء في حدّ ذاته ، يعد المسألة بديهيّة.
هذا ما لدى العقل ، وأمّا النقل فقد تضافرت النصوص القرآنية على أنّ الله سبحانه هو الخالق ، ولا خالق سواه. وإليك نماذج من الآيات الواردة في هذا المجال :
(قُلِ اللهُ خالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ الْواحِدُ الْقَهَّارُ) (١).
__________________
(١) الرعد : ١٦.