(رَبُّنَا الَّذِي أَعْطى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدى) (١).
والتوحيد في الربوبية هو الاعتقاد بأنّ تدبير العالم الإمكاني بيد الله سبحانه وأمّا الأسباب والعلل الكونية فكلّها جنود له سبحانه يعملون بأمره ويفعلون بمشيئته وقد صرّح القرآن الكريم على أن هناك مدبّرات لأمر العالم بإذنه تعالى ، قال سبحانه : (فَالْمُدَبِّراتِ أَمْراً) (٢).
ويقابله الشرك في الربوبية وهو تصور أنّ هناك مخلوقات لله سبحانه لكن فوّض إليها أمر تدبير الكون ومصير الإنسان في حياته تكويناً وتشريعاً.
وهاهنا نكتة يجب التنبيه عليها وهي أنّ الوثنيّة لم تكن معتقدة بربوبيّة الأصنام الحجريّة والخشبيّة ونحوها بل كانوا يعتقدون بكونها اصناما للآلهة المدبّرة لهذا الكون ، ولمّا لم تكن هذه الآلهة المزعومة في متناول أيديهم وكانت عبادة الموجود البعيد عن متناول الحسّ صعبة التصور عمدوا إلى تجسيم تلك الآلهة وتصويرها في أوثان وأصنام من الخشب والحجر وصاروا يعبدونها عوضاً عن عبادة أصحابها الحقيقية وهي الآلهة المزعومة.
__________________
(١) طه : ٥٠.
(٢) النازعات : ٥.