وما كتبته تلك الثلّة المباركة في هذا المضمار رسائل جليلة تكفّلت أداء الرسالة بصورة كاملة.
ولكن حيث إنّ كلّ عصر يطلب لنفسه طوراً من التأليف يتناسب مع حاجات ذلك العصر ويستجيب لمطالبه ، فلا بدّ من أبحاث في هذا العصر تناسب حاجاته ومتطلّباته.
وقد قام شيخنا العلّامة الحجّة آية الله السبحاني ـ دام ظلّه ـ بهذه المهمَّة في عصرنا الحاضر ، وهو ممّن كرّس قسماً كبيراً من حياته في هذا المجال. وقد أكثر من التأليف في هذا العلم ، ودبّجت يراعته أسفاراً متنوعة مناسبة لكلّ مستوى من المستويات ، ومن أحسن نتاجاته المباركة في هذا العلم محاضراته القيّمة الّتي ألقاها في جامعة قم الدينية العلمية ، وحرَّرها تلميذه الفاضل الشيخ حسن مكّي العاملي ـ حفظه الله ـ ، وسمّاها «الإلهيات على هدى الكتاب والسنّة والعقل» حيث كانت المحاضرات جامعة لأطراف هذا العلم ، ومتكفّلة لجميع مسائله المهمّة ، وقد تعرّض فيها للآراء بعد أن حاكمها قضاء منطقياً منصفاً. فالكتاب يغني الطالب الديني الّذي يريد أن يحيط بالآراء الكلامية في جميع الأبواب ، وقد صار محور الدراسة الكلامية في جامعة قم منذ سنين. وقد قمت ـ بإذن من شيخنا الأُستاذ ـ بتلخيص هذا الكتاب القيِّم على وجه لا يُخلّ بمقاصده وأهدافه ، ومنهجه ، ويتمثّل عملي هذا في :
تلخيص العبارات ، والاكتفاء بأقصرها وأقلّها أوّلاً ؛
والاقتصار على أقوى البراهين وأوضحها ثانياً ؛