بالتبرّك بآثار الأنبياء والتوسّل بهم إلى الله سبحانه ونحو ذلك ، فتمييز العبادة عن غيرها هي المشكلة الوحيدة في هذا المجال ، فيجب قبل كلّ شيء دراسة حقيقة العبادة على ضوء العقل والكتاب والسنّة فنقول :
العبادة في اللّغة بمعنى الخضوع والتذلّل وقيل إنها غاية الخضوع والتذلّل. (١) وهذا المعنى ليس هو المقصود من العبادة المختصّة بالله تعالى.
توضيح ذلك : أنّ القرآن الكريم أمر الإنسان بالتذلّل لوالديه فيقول :
(وَاخْفِضْ لَهُما جَناحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُما كَما رَبَّيانِي صَغِيراً) (٢).
فلو كان الخضوع والتذلّل عبادة لمن يتذلّل له لكان أمره تعالى بذلك أمراً باتّخاذ الشريك له تعالى في العبادة!
كما أنّه سبحانه أمر الملائكة بالسجود لآدم فيقول : (وَإِذْ قُلْنا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ) (٣).
مع أنّ السجود نهاية التذلّل والخضوع للمسجود له ، فهل ترى أنّ الله سبحانه يأمر الملائكة بالشرك في العبادة؟!
__________________
(١) المفردات في غريب القرآن : ٣١٩ ؛ تفسير الكشاف : ١ / ١٣.
(٢) الإسراء : ٢٤.
(٣) البقرة : ٣٤.