علمه تعالى
لا خلاف بين الإلهيين في أنّ العلم من صفاته تعالى وأنّ العالم والعليم من أسمائه سبحانه ، لكنَّهم اختلفوا في كيفية علمه تعالى بذاته وبغيره على أقوال. وقبل البحث عن مراتب علمه تعاليه وكيفيته يجب أن نبحث عن حقيقة العلم فنقول :
عرّف العلم بأنّه صورة حاصلة من الشيء في الذهن ، وهذا التعريف لا يشمل إلّا العلم الحصولي ، مع أنّ هناك قسما آخر للعلم وهو العلم الحضوري ، والفرق بين القسمين أنّ في العلم الحصولي ما هو حاضر عند العالم وحاصل له هي الصورة المنتزعة من الشيء وهذه الصورة الذهنية وسيلة وحيدة لدرك الخارج وإحساسه ولأجل ذلك أصبح الشيء الخارجي معلوماً بالعرض والصورة الذهنية معلومة بالذات ، وأمّا العلم الحضوري فهو عبارة عن حضور المدرَك من دون توسط أيّ شيء وذلك كعلم الإنسان بنفسه.