(٢٨) ومدينة اسوان كثيرة النخيل غزيرة الغلّات من التمور قليلة الزروع وهى أكبر (١) مدن الصعيد ، والبلينا (٢) واخميم مدينتان متقاربتان فى العمارة صغيرتان عامرتان بالنخل والزرع وذو النون المصرىّ من أهل اخميم وكان بغاية النسك والورع ، ولها جهاز من الكتّان المعمول شقّة ومناديل الى الحجاز ومصر ، وبها بربا من أعظم البرابى وأطرفها وهو مخزن لذخائر القوم الذين قضوا من أهل مصر [٤٧ ب] بالطوفان قبل وقته بقرانين واختلفوا فى مائيّته فقال بعضهم يكون نارا فتحرق جميع ما على وجه الأرض وقال آخرون بل يكون ماء وعملوا هذه البرابى قبل الطوفان ومنها بمصر وفى أرضها وصعيدها خاصّة ما لم أر على وجه الأرض لشىء من أبنيتها شبه رصانة فى الأحجار وإحكام فى التركيب وهندسة فى الأركان وعلوّا فى السمك الى تصاوير تزيد (٣) على العجب من أنواع لم ير قطّ لها شبه فى نفس أحجارها قد بتّت (٤) فى صخرها وعمدها ،
(٢٩) وبالفيّوم مدن كبار جليلة وطرز مشهورة وكور عظام للسلطان والعامّة وفيها من الأمتعة للجلب ما يستغنى بشهرته عن إعادته كاليهنسة المعمول بها الستور والاستبرقات والشرع والخيام والأحلّة (٥) والستائر والبسط والمضارب والفساطيط العظام بالصوف والكتّان بأصباغ لا تستحيل وألوان تثبت فيها من صورة البقّة الى الفيل ، ولم يزل لأصحاب الطرز من خدم السلطان بها الخلفاء والأمناء وللتجّار من أقطار الأرض فى استعمال أغراضهم بها من الستور الطوال الثمينة التى طول الستر من ثلثين ذراعا الى ما زاد ونقص ممّا قيمة الزوج منها ثلثمائة دينار وناقص وزائد ، وطحا مدينة أيضا فيها غير طراز ومنها أبو جعفر الطحاوىّ الفقيه العراقىّ صاحب كتاب اختلاف فقهاء الأمصار ، والفيّوم نفسها مدينة ذات جانبين على وادى اللاهون (٦) طيّبة فى نفسها كثيرة الفواكه والخيرات
__________________
(١) (أكبر) ـ (أكثر) ، (٢) (والبلينا) ـ (والبلنيا) ، (١١) (تزيد) ـ (تريد) ، (١٢) (بتّت) ـ (؟؟؟) ، (١٥) (والأحلّة) ـ (والاحلة) ، (٢٣) (اللاهون) ـ (الاهون) ،