خفّين أحدهما أحمر والآخر أسود ولا يتزيّى غيره بهذا الزىّ بوجه وذلك أنّ الحكم والقطع والضرب والقود والأدب من غير مؤامرة للملك اليه ثمّ الدمستق من بعده ثمّ البطارقة وهم اثنا عشر رجلا [لا](١) ينقصون ولا يزيدون بوجه وإذا هلك أحدهم قام مقامه من يصلح له ثمّ الزراورة وهم كثرة لا يحصون كالقوّاد اللاحقين بالأمراء ثمّ الطرامخة وهم التنّاء وأرباب النعم من أهل القسطنطينيّة (٢) ومنهم يكون الارتفاع الى الزرورة (٣) والبطرقة ، وكلّ مولود يولد بالقسطنطينيّة للطرامخة فللملك عليه جراية من وقت يولد الى آخر عمره يدرّج فى أسباب الزيادة والنقصان فى أعطيته [٥٨ ب] وأرزاقه عند درج بلوغه وتكهّله وبقدر استحقاقه للزيادة عند تعلّقه بأسباب الرياسة من علم سياسة أو صعلكة وتقدّم فى أسباب شجاعة أو ترسّم بالرأى والفهم إلّا أن يترهّب فيستعفى من العطاء فيعفيه الملك منه ،
(٥) وممّا أعلمه أنا فى حين غزونا من ميافارقين أنّا نزلنا على حصن الهتاخ فكانت اليه مرحلة ستّة فراسخ ومنه الى حصن ذى القرنين وهو حصن منيع مرحلة خفيفة ومنه الى مدينة الأرديس وكانت إذ ذاك للمسلمين سبعة فراسخ ومنها الى ضيعة القسّ ثلثة فراسخ ومنها الى هباب مدينة خمسة فراسخ ومن هباب الى قرية انكليس (٤) ستّة فراسخ ومن انكليس الى الكلكس قرية ثلثة فراسخ ومنها الى حصن زياد أربعة فراسخ [ومن حصن زياد الى تلّ ارسناس ثلثة فراسخ](٥) وعبرنا الفرات (٦) الى قرية تعرف بالحمّام (٧) أربعة فراسخ ومنها الى ملطيه أربعة فراسخ وعبر القوم قباقب (٨) الى
__________________
(٣) [لا] مستتمّ عن حط ، (٦) (القطسنطينية ـ (قسطنطينة) ، (٧) (الزرورة) تابعا لحط وفى الأصل (الزراورة) ، (١٧) (انكليس) ـ أوّل مرّة (اتكليس) وفى حط (الكليس) ، (١٩) (١٨ ـ ١٩) [ومن حصن زياد ..... فراسخ] مستتمّ عن حط ، (٢٠) (الفرات) يضيف الإدريسىّ بعد ذلك فى نزهة المشتاق فيما نقله عن ابن حوقل (الى تلّ بطريق ثلثة فراسخ ومنها) ، (٢١) (بالحمّام) ـ (بالحمام) (٢٢) ، (قباقب) ـ (قياقب) ،