فى أوّل سنة تسع وسبعين وخمس مائة فأطلق لهم الأبواب ورفع المكوس ومحى تلك الرسوم المذمومة وفعل فعل الأكارم الأجواد الطلّاعين فى الفضل ذروة الأنجاد مغتنما للذكر الجميل والأجر الجزيل والآن قد دبّت الحيوة فى عروق أهلها اليها وإفاضة العدل من مالكها عليها إن شاء الله تعالى وهو الموفّق والمعين] ،
(٢٠) [وميّافا قين مدينة جليلة عظيمة الخطر عليها سور من حجارة وفصيل وخندق عميق مصطكّة العمارة ضيّقة الأسواق وبها مسجد جامع لا بأس به والفواكه والأشجار والأنهار محتفّة بها وفى هوائها وخامة ما ، وماردين حصن حصين منيع لا يرام ولا يقدر عليه مبنىّ على قلّة جبل شاهق فى الهواء وهو مشرف على تلك الجبال شرقا وغربا شمالا وجنوبا لا يدانيه قلّة جبل البتّة وفيه من الذخائر والعدّة والأسلحة ما لا يمكن حصره ومن تحته فى ناحية الجنوب ربض عامر منغصّ بالسكّان ضيّق الأسواق وليس بين أيديهم حائل يمنعهم من النظر الى برّيّة رأس العين والخابور وسنجار ومياههم من عيون مجرورة فى قنوات وقد استحدثوا الآن الصهاريج والبرك ليجمعوا ماء المطر حيث كثر الخلق وازدادت العمارة ولهم الفواكه الكثيرة اللذيذة والكروم الواسعة والهواء الصحيح والرخص ، وتحتها فى الصحراء من جانب القبلة على أربع فراسخ منها أو أقلّ موضع يعرف بسوق (١) دنيسر كان قبل هذا قرية يجتمع الناس فى صحرائها كلّ يوم أحد للبيع والشرى فانعمرت الآن عمارة كثيرة واتّخذ بها الخانات والفنادق والحمّامات والأسواق والبيع والشرى يجلب اليها الجهاز من سائر البلدان قد استوطنها الناس من كلّ فجّ عميق وكثر بها الارتفاع والضمانات ، وأمّا حصن كيفا فهى قلعة حصينة منيعة ذات شعب مدفونة بين الجبال سوى جانبها المشرف على الدجلة من الجانب الغربىّ عن الدجلة وفيها شعاب وأودية لا يقدر عليها وبين يديها على الدجلة قنطرة عالية حسنة البناء استحدثها الأمير فخر الدين قرا ارسلان بن داود فى عشر خمس مائة وتحتها ربض عامر فيه الأسواق والحمّامات والفنادق والمساكن الحسنة وبناؤهم بالحجر والجصّ ولها رساتيق كثيرة وضياع عامرة وهى وخمة الهواء وبيّة لا سيّما فى الصيف] ، (٢)
(٢١) وجزيرة ابن عمر مدينة صغيرة لها أشجار وثمار ومياه ومرافق وخصب وعليها سور ولمّا بلغها الروم لم يقفوا عليها وبينها وبين الموصل
__________________
(١٥) (بسوق) ـ (للوق) ، (٢٤) (٥ ـ ٢٤) [وميّافارقين ... الى آخر القطعة] كذلك من مضافات حب ١٩ ب ـ ٢٠ ظ ،