(٢)
ووفق ما صرح به (المازنى) أنه كتب هذا الفصل (وما تبعه بالتالى) ليعالج (مسألة قومية) ويعنى بها أنه لا يتدخل فى شئون الآخرين ولا يسمح لنفسه أن يكون سفيرا سيئا لبلاده بل يكون سفيرا طيبا ومن هذه المسألة القومية يكتب المازنى (رحلة الشام) بعين السفير الثقافى أو الممثل الإعلامى لمصر فى المؤتمر بجانب زملائه الآخرين الذين لم يكونوا أقل تفهما منه لهذه المسألة القومية فقد كانوا جميعا حريصين على سمعة بلادهم وعلى مشاعر البلد التى نزلوا على أرضها ووسط أهلها.
ويعتقد المازنى أن مصر ـ كانت خلال هذه الفترة ـ كتابا مفتوحا للعرب ، فقد كانت مصر آخذة فى مرحلة نضال سياسى ضد الاستعمار بكل أنواعه ، كما أنها كانت قد سبقت إلى الأخذ بأساليب الحضارة المتقدمة بمشروعها النهوضى فى عصر محمد على وحتى عصر إسماعيل مما جعل مشروع النهضة من ناحية ومشروع التحرر بالنضال السياسى يلتقيان فى رؤية قومية ، تحاول أن تشد العرب جميعا إلى التوحد تحت راية قومية عربية لتواجه بها مشاريع التمزيق الأوربية والتركية ومن تبعهما من الحكومات العربية آنذاك للبلاد الغربية كمشروع الهلال الخصيب على سبيل المثال.
لهذا نجد الشوام بخاصة ـ وبسبب ظروف تاريخية أيضا ـ يدخلون إلى النهضة الحديثة أيضا ـ شجعهم على ذلك طبيعة المجتمع التجارى البحرى ومن ثم كانت الثقافة العربية آنذاك