دعا المازنى إلى القول" ومصر كتاب مفتوح تقرأه البلاد العربية صفحة وسطرا سطرا وحرفا حرفا ، وأن القوم يعرفون أعلامنا واحد واحدا وما من كتاب ينشر فى مصر إلا وهو يلتهم التهاما فى البلاد العربية أفليس للبلاد العربية أن تنظر إلى المستقبل وتنصرف عن الماضى بخيره وشره؟ وهو قول لا يزال صالحا لكل وقت فما زالت آمال العرب فى النهضة والوحدة لم تتحقق بعد.
وتمثل فلسطين ـ تحت الانتداب البريطانى ـ شوكة فى عنق المازنى لأن هجومه على الاستعمار الإنجليزى فى مصر ، انسحبت آثاره على دخوله أو عدم دخوله أرض فلسطين بأمر الأمن العام ومقولات المازنى تنم عن لوم لوضع فلسطين تحت الانتداب وتشعر بأسى وغضب لتحكم الأجانب فى أرضنا وفى أنفسنا يقول" لقد عودتنى فلسطين فى السنوات الأخيرة" أن تردنى عنها وأن تتلقانى متجهمة ولا تأذن لى فى الدخول إلا وهى كارهة متوجسة ...".
(٣)
واحتل (المكان) أهمية كبيرة فى هذه الرحلة فقد وصف المازنى طبيعة سوريا ولبنان ووصف وعورة الطرق والمسالك عبر الأحراش والجبال فيما بين البلدين ، فتحدث عن جمال دمشق وقال إنها جنة الدنيا فى الوحدة الثانية من الكتاب ثم تحدث عن مصايف الزيدانى وبلودان وبقين ثم شتورة وزحلة ثم اللاذقية ثم نهر البردون وبعلبك وطرابلس وصيدا وبيروت ....... الخ. وإن كان لم ينس الإسكندرية.