(٢)
ونستطيع هنا أن نقول أن الفترة التى شهدت هذه الرحلات المهمة كانت نتيجة للصراع العنيف بين السيادة الإسلامية صاحبة الحضارة المزدهرة الغنية وبين الحضارة الأوروبية التى سحب المسلمون البساط من تحتها ابتداء من سقوط روما وحتى بداية عصور الكشوف الجغرافية وبداية الثورة الصناعية فى أوروبا ، وحتى سقطت مصر والعالم العربى فى قبضة الأتراك العثمانيين من الناحية الأخرى ، أى من بداية سقوط العصور الوسطى الأوروبية وبداية العصر الإسلامى الوسيط ثم الحديث.
ولم يكن الرحالة العرب والمسلمون قادرين على هذه الرحلات إذا لم تتوفر لهم خصائص ذهنية وظروف اجتماعية واقتصادية تسمح لهم بذلك. فقد كان العصر الأموى (عصر توقف الفتوحات الإسلامية) وكان العصر العباسى ـ بالتالى ـ هو عصر (دراسة حضارة الشعوب ونقلها إلى الحضارة العربية الإسلامية) وكان