الرحالة المسلمون قد أخذوا قسطا كافيا من المعرفة عن الذات وعن الآخر على المستوى النظرى من الكتابات والحكايات والفتوح والترجمات ، وكان لابد أن تتحول هذا المعارف من النمط النظرى إلى النمط التطبيقى.
وظهرت بدايات هذه الرحلات مع بدايات رحلات أوروبية للتبشير ، ثم للتجارة ، ثم للاكتشاف ثم للاستعمار ، فقد شهد العصر العباسى الثانى (١٣٢ ه ـ ٦٥٦ ه) مناوشات مستمرة من قبل أوروبا بخاصة. استمرت بعد ذلك فى شكل موجات عسكرية مستمرة حتى سقوط نجم حضارتنا على يد العثمانيين ، وبالتالى كان محرك حركة الرحلة والغزو محركا اقتصاديا وإن تزيا بأزياء عرقية أو شعوبية أو دينية مختلفة حسب الظروف فى كل فترة تاريخية أو عصر من العصور.
* * *