الرواية / السرد) وخصيصة وظيفة) التعرف والتوثيق والمقارنة وتمثيل صيغة الوعى الإنسانى والاختيار والتداعى (التذكر الواعى) ثم يمتزج هذا كله بكون الرحلة قناعا ورمزا وفنا من منظور كاتب الرحلة.
(الطبيعة والواقع فى الرحلة):
لقد كانت الرحلة المكتوبة عن رحلة قام بها صاحبها مناسبة مهمة لانشداد الفكر العربى تجاه الواقع والاعتماد على (التجريب الحسى) و (الخبرة الفردية) التى تثبت لاسكونية الأشياء ولا محدودية الطبيعة أو كما يقول" إيان واط" عن ظروف نشأة الرواية الأوروبية وهو كلام يمكن أن نفسر به أهمية كتب الرحلة كبداية لنشوء فن الرواية العربية حين يقول : " لقد دأب الكتاب على تجسيد وجهة النظر هذه حتى القرن التاسع عشر إذ استخدامها خصوم" بلزاك" مثلا للهزء بانهماكه فى الواقع المعاصر ـ والواقع يتنافى التبدل حسب رأيهم ـ ولكن فى الوقت نفسه ـ كان هنالك اتجاه يتنافى بدءا من عصر النهضة فلا حقا لإحلال الخبرة الفردية محل الموروث الجماعى فى إصدار القول الفصل حيال مسألة الواقع فهذا التحول يشكل كما يبدو قسطا هاما من الخلفية الثقافية العامة التى أدت إلى نشوء الرواية (١) فى أوروبا وعندنا نحن العرب فى الوقت نفسه إلا أن الفكر الأوروبى قد استطاع هذا التحول ووقفنا نحن مطمئنين إلى شعرنا ومقاماتنا التعليمية ثم سيرنا.
ولأنها رحلة تمثل جزءا من حياة صاحبها ومن الزمن العام والمكان العام فهى رحلة تقوم على إعادة ما كان بأسلوب خاص يبدأ