الحسن أن يتقنّع» (١) ؛ فإن أنكرت من وصفها قولا ، أو سمعت في مدحها تخصيص لولا ، أخردت (٢) متأمّلة ، وأنشدت متمثّلة (٣) : [السريع]
ما سلم البدر على حسنه |
|
كلّا ولا الظّبي الّذي يوصف (٤) |
البدر فيه كلف ظاهر |
|
والظّبي فيه خنس يعرف (٥) |
[تخميسات الشّقراطسيّة]
وقد أولع النّاس بها كلّ الولوع ، واستحسنوا من محاسنها كلّ مفرّق ومجموع ، وعنوا بها شرحا وتخميسا ، وغنوا بها معهدا أنيسا ، فخمّسها وشرحها أبو عبد الله المصريّ ، وقد قرأت تخميسه على صاحبنا الفقيه أبي عبد الله بن هريرة ، وحدّثني به عنه قراءة وأوّله : [البسيط]
ابدأ بحمد الّذي أعطى ولم تسل |
|
وذد به ريب رين الأين والكسل (٦) |
فالحمد أحلى جنى من طيّب العسل |
|
الحمد لله منّا باعث الرّسل |
هدى بأحمد منّا أحمد السّبل |
__________________
(١) مأخوذ من قول عمر بن أبي ربيعة في ديوانه ٢٢٨ :
فلمّا تواقفنا وسلّمت أشرقت |
|
وجوه زهاها الحسن أن تتقنّعا |
(٢) أخردت : أطالت السكوت.
(٣) البيتان في تحفة العروس للتّجاني : ١١٩ ، والمستطرف : ٨٠ ، وتهذيب ابن عساكر : ٤ / ٢٥٢.
(٤) في المستطرف :
ما سلم الظبي على حسنه |
|
كلّا ولا الظبي الذي يوصف |
(٥) في المستطرف والتهذيب : الظّبي فيه خنس بيّن.
وفي المستطرف : فيه كلف يعرف. وفي التهذيب : نكتة تعرف.
(٦) الرّين : الغلبة ، والأين : الإعياء والتّعب.