أحوال شيخنا الفقيه القاضي الأوحد الإمام ، قاضي الجماعة بحضرة مرّاكش ـ كلأها الله ـ أبي عبد الله محمّد بن عليّ بن يحيى الشّريف (١) قدس الله تربته ، وآنس في قبره غربته ؛ فإنّه كان ـ والله ـ زين الدّنيا والدّين ، وهو كما قال القائل : [الطويل]
أقاموا بظهر الأرض فاخضرّ عودها |
|
وصاروا ببطن الأرض فاستوحش الظّهر |
وتالله إنّ فقد مثله ليهوّن الرّزايا ، وإنّه لحقيق بما قال أحمد بن المعدّل (٢) في ابن الماجشون : (٣) «ما ذكرت أنّ الأرض تأكل لسان عبد الملك إلاهانت الدّنيا في عيني»(٤).
وقد سألت الشّيخ أبا محمّد بن عبد السّيّد عن أشياء ما قام فيها ولا قعد ، وما استفدت منه في العلم فائدة سوى ما تقدّم تسيطره في قوله صلىاللهعليهوسلم : «إذا نودي للصّلاة أدبر الشّيطان» (٥).
__________________
(١) محمد بن علي بن يحيى الشريف : قاضي الجماعة بمراكش : فقيه ، محدّث ، كان يميل إلى الاجتهاد ، وله مشاركة في الأصول والكلام والمنطق والحساب. توفي بمراكش سنة ٦٨٢ ه. ترجمته في الإعلام للمراكشي ٤ / ٢٨١ ، الذيل والتكملة مقدمة السّفر الثامن ١٦ ـ ١٧.
(٢) أحمد بن المعدل بن غيلان العبدي البصري : فقيه مالكي صحب عبد الملك بن الماجشون ، كان له عدّة مصنفات ، وتفقه عليه جماعة من كبار المالكية توفي سنة ٢٤٠ ه. ترجمته قي : ترتيب المدارك ٢ / ٥٥٠ ـ الديباج المذهب ٣٠ ـ شذرات الذهب ٢ / ٩٥ ـ شجرة النور ٦٤.
(٣) عبد الملك بن عبد العزيز بن عبد الله التيمي بالولاء : فقيه مالكي من الفصحاء ، انتفع به كثيرون ، دارت الفتيا عليه في زمانه. وفي وفيات الأعيان ثلاثة أقوال في وفاته : ٢١٢ ه و ٢١٣ ه و ٢١٤ ه ترجمته في : نكت الهميان ١٩٧ ـ ابن قنفذ ١٦٢ ـ وفيات الأعيان ٣ / ١٦٦.
(٤) القول في : ترتيب المدارك ٢ / ٣٦١ ـ نكت الهميان ١٩٧ ـ وفيات الأعيان ٣ / ١٦٦ ـ سير أعلام النبلاء ١٠ / ٣٦٠.
(٥) أخرجه البخاري في الأذان ، فضل التأذين رقم ٦٠٨ ـ ٢ / ٨٤ ؛ العمل في الصلاة ، يذكر الرجل الشيء في الصلاة رقم ١٢٣٢ ـ ٣ / ٨٩ : السهو ، إذا لم يدركم صلى رقم ١٢٣١ ـ ٣ / ١٠٣ : بدء الخلق ، صفة إبليس وجنوده رقم ٣٢٨٥ ـ ٦ / ٣٣٧. ومسلم في الصلاة ، فضل الأذان وهرب الشيطان رقم ١٩. وأبو داود في الصلاة ، رفع الصوت بالأذان رقم ٥١٦. وابن حنبل : ٢ / ٣١٣ ، ٤٦٠ ـ ٥٢٢. والنسائي : ٢ / ٢١ و ٣ / ٣١. والدارمي : ١ / ٢٧٣ ـ والموطأ : ٥٧.