وقرأت عليه بعض الجزء الثّاني من «مختصر الفقيه الإمام العالم أبي عمرو عثمان بن عمر بن أبي بكر بن الحاجب (١)» ـ رضياللهعنه ـ في الفقه على مذهب مالك ، وأجازني سائره عن مؤلّفه المذكور ، وهو ممّا استظهره حفظا وإتقانا.
وسمعت من لفظه قصيدته النّبويّة التي نظمها في سفره إلى الحجاز ، ثم كتبها ، وقرأتها عليه ، وهي من حرّ القصائد ، ومن جملة إنصافه ـ حفظه الله ـ أنّي راجعته منها في ألفاظ قليلة رأيت غيرها أقعد بالمعنى منها (٢) ، فاستحسن ما ذكرته ، وأذن لي في إصلاحها على ما رأيت ، وأنا إن شاء الله أثبت القصيدة هنا بجملتها وهي هذه : [الطويل]
[القصيدة النّبويّة لابن المنيّر]
أجب دعوة الرّحمن يا صاح تسعد |
|
وبادر لفرض الحجّ غير مفنّد (٣) |
ولذ بالمتاب الآن وازدد من التّقى |
|
فإنّ اتّقاء الله خير التّزوّد |
ودع خاطر التّسويف والخوف جانبا |
|
وسلّم لأمر الله أمرك في غد |
__________________
(١) هو مختصر في فروع المالكية استخرجه من ستين كتابا في فقه المالكية. انظر كشف الظنون ١٦٢٥ ، وصاحبه هو عثمان بن عمر بن أبي بكر بن الحاجب : فقيه مالكي ، من كبار العلماء بالعربية. ولد في إسنا من صعيد مصر سنه : ٥٧٠ ه ومات بالإسكندرية سنة ٦٤٦ ه. من تصانيفه الكافية في النحو والشافية في الصرف. ترجمته في وفيات الأعيان ٣ / ٢٤٨. والديباج المذهب ١٨٩ ـ شجرة النور الزكية ١ / ١٦٧.
(٢) ليست في ط.
(٣) التّفنيد : اللوم وتضعيف الرأي.