سمعته منه بسنده مسلسلا ، (١) وحديث القلم واللّوح ، حدّثني به ويده على كتفي بسنده مسلسلا (٢) ، وحديث الإيمان بالقدر ، حدّثني به مسلسلا وأخذ بلحيته وقال : «آمنت بالقدر خيره وشرّه ، حلوه ومرّه» (٣). وكتبت هذه الأحاديث من أصله وأسانيد الأجزاء مقّيدة فيها والحمد لله.
وحدّثني رضياللهعنه إملاء بلفظه من كتابه ، قال : أخبرني أبي ـ رحمهالله ـ قال : أنا أبو المظفّر عبد الرّحيم بن أبي سعد (٤) السّمعانيّ قال : أنا (٥) تاج الإسلام السّمعانيّ ، قال : أنا أبو نصر واضح بن عبد الله الأصبهانيّ قال : أنا أبو عبد الله محمّد بن عبد الواحد الحافظ ، سمعت أبا القاسم الفضل ابن محمد شير مردان سمعت أبا بكر محمّد بن محمّد بن سليمان يقول : سمعت أبا العبّاس بن سعيد يقول : سمعت أبا خليفة يقول : كان السّبب في أن لم يسمع القعنبيّ (٦) من شعبة (٧) غير هذا الحديث ، أنّه وافى البصرة (٨) نحو شعبة ليسمع منه ، وبكّر فصادف المجلس قد انقضى ، وقد انصرف شعبة إلى منزله ، فحمله الشّره على أن سأل عن منزل شعبة ، فأرشد إليه ، فوجد الباب مفتوحا ، فدخل من غير استئذان ، فصادف شعبة جالسا على البالوعة يبول ، فقال :
__________________
(١ ـ ١) ـ سقط من ت.
(٢) أورده علاء الدين الهندي في كنز العمال ١ / ٣٥٢ و ١٦ / ٢٢.
(٣) في ت وط : سعيد.
(٤) أنا تعني : أخبرنا.
(٥) القعنبي : عبد الله بن سلمة بن قعنب الحارثي : راوية ، محدّث ، روى عنه البخاري ومسلم وأهل السنن الأربعة توفي سنة ٢٢١ ه. ترجمته في شذرات الذهب ٢ / ٤٩ ، غربال الزمان ٢١٠.
(٦) شعبة بن الحجاج بن الورد العتكي : شيخ البصرة ، من أئمة رجال الحديث. كان عالما بالأدب والشعر. له «الغرائب» في الحديث. توفي سنة ١٦٠ ه. ترجمته في غربال الزمان ١٤٩ ـ شذرات الذهب ١ / ٢٤٧.
(٧) البصرة : مدينة بالعراق بنيت في خلافة عمر سنة ١٤ ه. انظر ياقوت ١ / ٤٣٠ ـ الروض المعطار ١٠٥.