ولقيت بالإسكندريّة أشخاصا عرّفني بهم سيدي الشّريف المذكور ، وذكر أنّ لهم إسنادا ، واستجازهم لي فأجازوني ، وكتبوا لي خطّهم بذلك ، ولم أسمع منهم شيئا لا نحفازي للسّفر ، وإجازتهم كلّها عامّة ، وكان الشّيخ أبو الحسن المذكور هو الّذي دار بي عليهم ، وقيّد لي بعض مسموعاتهم ، شكر الله اهتباله (١) ، وأنعم باله بمنّه وكرمه.
[لقاؤه لمحيي الدّين المازونيّ]
وممّن لقيت بها الشّيخ الأديب المسنّ أستاذ العربيّة في وقته أبو عبد الله محمّد بن عبد الله بن عبد العزيز الزّناتي ، ويعرف بمحيي الدّين المازونيّ فأنشدني لنفسه (٢) [الطويل]
ومعتقد أنّ الرّياسة في الكبر |
|
فأصبح ممقوتا به وهو لا يدري |
[٦٥ / آ] يجرّ ذيول العجب طالب رفعة |
|
ألا فاعجبوا من طالب الرّفع بالجرّ (٣) |
وأنشدني أيضا لنفسه : (٤) [الطويل]
عتبت على الدّنيا لتقديم ناقص |
|
وتأخير ذي فضل ، فقالت : خذ العذرا (٥) |
بنو النّقص أبنائي ، وكلّ فضيلة |
|
فأربابها أبناء ضرّتي الأخرى (٦) |
__________________
(١) الاهتبال : العناية والتوفر وفرط الاهتمام وهي من ألفاظ المغاربة والأندلسيين.
(٢) البيتان في البلغة ٢٣١ ـ فوات الوفيات ٣ / ٤١٠ ـ الوافي بالوفيات ٣ / ٣٦٥ ـ بغية الوعاة ١ / ١٣٨ ـ غرر الخصائص الواضحة ٦٨.
(٣) في ت : ذيول العز ، وفي الوافي والفوات : ذيول الكبر ـ وفي الغرر : ذيول الفخر.
(٤) البيتان في : الديباج المذهب ٦٧ ونيل الابتهاج على هامش الديباج ٢٣٥.
(٥) في ط وت والديباج والنيل لتقديم جاهل ، وفي الديباج : وتأخير ذي علم.
(٦) نيل الابتهاج والديباج : ذوو الجهل.