التي رويتها ، والآثار الّتي وعيتها ، تبرّكا بإثباتها ، وتيمّنا بذكر الفضلاء (١) من رواتها ، وأختم ذلك بقصيدة وعظيّة أسرد فيها الرّحلة سردا ، وأبرزها (٢) من نسج فكري بردا.
وربّما حمل الامتعاض لحزب الفضائل ، على فرط تحزّب وتألّف (٣) على فئة الرّذائل ، فيقع (٤) في اللّفظ إقزاع (٥) وإقذاع ، (٦) ويرسم في باب همزهم تمكين مدّ وإشباع ، لا جهلا بموقع الإغضاء من أخلاق ذوي الآداب ، ولا ميلا إلى ما عابه الشّرع من مذموم الاغتياب ، وإنّما هو لغرض صحيح ، لا يرمي بسهم التّقبيح ، وهو إعطاء ذي الحقّ حقّه ، وألّا تكون الفضائل لغير أهلها مستحقّة ، فيكون الفاضل في الوصف مبخوسا ، ويرى الناقص في غير منبته مغروسا ، وقد يردع المسيء عن إساءته ما يرى ويسمع من مساءته ومن التأديب كلّ ما كفّ المرء عن زلله ، و «نيّة المؤمن أبلغ من عمله» (٧) ؛ وعلى أنّي ـ يعلم الله ـ قلّما أمتعض لنفسي ، وأزجر في غرضها عنسي (٨) ، وما أغريت قلمي بالانتصاف ، ولا أعملته في ذكر ذميم الأوصاف ، إلا لحرمة من الفضل أشلاؤها ممزّعة ، (٩) أو وظيفة من الشّرع أحكامها مضيّعة.
__________________
(١) في ت : الفضل
(٢) أبرز الكتاب : نشره وأخرجه.
(٣) في ط : تألّب.
(٤) في الأصل : فيقبح.
(٥) في ت وط : إقذاء. وأقزع له في المنطق : تعدّى في القول القاموس : قزع.
(٦) الإقذاع : الرّمي بالفحش.
(٧) حديث أخرجه : أبو الشيخ في كتاب الأمثال ١ / ٥٤ ، وأورده الهنديّ في كنز العّمال ٣ / ٤٢٤.
(٨) العنس : الناقة القوية.
(٩) ممزّعة : مقطعة.