وأنشدني أيضا ـ حفظه الله ـ لنفسه : (١) [الطويل]
تمنّيت أنّ الشّيب باشر لمّتي |
|
وقرّب منّي في شبابي مزاره (٢) |
لآخذ من عصر الشّباب نشاطه |
|
وآخذ من عصر المشيب وقاره |
وأيضا في إصلاح معنى : (٣) [الخفيف]
أنكرتني لمّا ادّعيت هواها |
|
وأصرّت على العناد جحودا |
قلت : إنّ الدّموع تشهد لي قا |
|
لت صحيح لكن قذفت الشّهودا |
ـ فصل ـ
[عجائب مصر]
وأمّا أرض مصر ، ونيلها ، وعجائبها ، واتّساعها ، فأكثر من أن يحصرها كتاب ، أو يحيط بها حساب. وقد سطّرّ المؤرّخون من ذلك ما أغنى عن ترداده ، وشغل القلم بإيراده ، وما ظنّك بأرض هي مسيرة شهر للمجدّ ، وطيئة ، سهلة ، مغلّة ، (٤) ما بها قرية (٥) إلّا وهي تناظر أخرى [٧٧ / ب] ولا بستان إلّا وهو يسامي آخر ، ولا مدينة إلّا وهي تشير إلى أختها ، ما تسافر بها إلّا في عمارة متّصلة ، وطمأنينة من الأرض متأصّلة ، والطّرق في الصحراء غاصّة بالخلق ،
__________________
(١) البيتان في ديوان ابن دقيق العيد ١٩٩. ومستفاد الرحلة والاغتراب ٣٥ ، وطبقات السبكي ٩ / ٢١٤ ، وملء العيبة ٥ / ٣٢٦ والوافي بالوفيات ٤ / ٢٠١. والطالع السعيد ٥٩٣. وطبقات الشافعية للإسنوي ٢ / ٢٣١. وشذرات الذهب ٦ / ٦.
(٢) في بقية المواضع : عاجل لمّتي ، في صباي.
(٣) ديوان ابن دقيق العيد ١٧٢.
(٤ ـ ٤) ـ سقط من ت.