محفود (١) محشود (٢) ، تصوب (٣) بها ديم العناية الرّبانية وتجود ، و: [الوافر]
..................................... |
|
لأمر ما يسوّد من يسود (٤) |
ومن المزارات بقرافة مصر : تربة الإمام الشّافعيّ ـ رحمهالله ـ وهي أشهر من أن تخفى [٨١ / ب] وأظهر من أن تغفل أو تنسى ، عليها رباط كبير ومحلّ أثير ، وفيها جراية تزيدها اشتهارا ، وعناية تلحفها مبرّة وإيثارا ، وعليها قبّة عجيبة مشهورة ، معدودة في المباني المتقنة مذكورة ، مفرطة (٥) الارتفاع والاتّساع (٦) ، غريبة في الإحكام والإبداع. ذرعتها من داخلها فوجدت سعتها أزيد من ثلاثين ذراعا ، وفيها من العدد والأسباب والآلات ما يعجز عنه الوصف ، وفي القرافة وغيرها من أرض مصر من قبور العلماء والصّلحاء ما لا يحصره عدّ ؛ منها قبر الرّجل العالم الصّالح ، عبد الرّحمن بن القاسم (٧) صاحب الإمام مالك (٨) رحمهالله ، وأشهب بن عبد العزيز (٩) ، وأصبغ بن
__________________
(١) في ط : محفوظ.
(٢) في ط : مشحود.
(٣) في ت : تصوبها وفي ط : تصوب فيها.
(٤) هو عجز بيت لأنس بن نهيك وصدره :
«عزمت على إقامة ذي صباح»
وهو في الصحاح للجوهري صبح واللسان صبح والتاج صبح وانظره في مجمع الأمثال للميداني ٢ / ١٩٦.
(٥ ـ ٥) ـ في ط : الاتساع والارتفاع.
(٦) عبد الرحمن بن القاسم بن خالد بن جنادة العتقي المصري : فقيه مالكي تفقه بالإمام مالك. جمع بين الزهد والعلم ، ولد بمصر سنة ١٣٢ ه وتوفي فيها سنة ١٩١ ه. له المدونة في فقه المالكية ترجمته في حسن المحاضرة ١ / ١٢١ ـ الديباج المذهب ١٤٦ ـ شجرة النور الزكية ١ / ٥٨.
(٧) زاد في ت «ابن أنس».
(٨) أشهب بن عبد العزيز القيسي : فقيه الديار المصرية في عصره ، كان صاحب الإمام مالك توفي بمصر سنة ٢٠٤ ه له ترجمة في حسن المحاضرة ١ / ٣٠٥ ـ الديباج المذهب ٩٨.