[عقبة السّويق]
ودون خليص على (١) مقدار نصف يوم عقبة السّويق ، وهي عقبة كثيرة الرّمل ، وليست بطويلة ولكنّها شاقة لوعرتها (٢) ، والنّاس يقصدونها بشرب السّويق ، ويستصحبونه برسم ذلك من مصر ، ويخلطونه مع السّكّر ، وأصحاب مصر يسقونه للنّاس هنالك كثيرا ، ويذكر أنّ رسول الله صلىاللهعليهوسلم مرّ بها ولم يكن معهم طعام فأخذ من رملها وأعطاهم إيّاه فشربوه سويقا ، ولم أقف على هذا فيما وقفت عليه من معجزاته صلىاللهعليهوسلم وما هو ببعيد في حقّه والله أعلم.
[بطن مرّ]
ومن خليص إلى بطن مرّ (٣) ثلاثة أيام وهو واد به نخل كثير ، وماء جار وعمارة وهو من عمل مكّة ـ شرّفها الله ـ وهو مرّ الظّهران المذكور في الحديث.
[المدرّج]
والمدرّج على نصف يوم من خليص ، وهو مضيق بين جبلين ، وفي موضع منه بلاط على صورة الدّرج وأثر عمارة قديمة ، وهنالك بئر تعرف ببئر عليّ ، ويقولون : إنّ عليّ بن أبي طالب رضياللهعنه أحدثها هنالك.
ومن بطن مرّ إلى مكّة ـ شرّفها الله ـ نصف يوم ، وقول من قال : إنّ بينهما ستة عشر ميلا [٨٩ / آ] أشبه ما قيل في ذلك ، والله أعلم.
__________________
(١) ليست في ط.
(٢) في ت وط : لوعثها.
(٣) بطن مرّ : من نواحي مكة عنده يجتمع وادي النخلتين فيصيران واديا واحدا وكان بطن مرّ المرحلة الأخيرة في طريق الحاج القادم من مصر إلى مكة. انظر ياقوت ١ / ٤٤٩.