ولكن نفوسا قد عتت وتجبّرت |
|
فحطّمها وطء المقيّد للهرم (١) |
وصيرّها مملوكة بعد ملكها |
|
وحطّ علاها وهي أبعد من نجم (٢) |
وعوّضها من عزّة الملك ذلّة |
|
ومن صحّة الأحوال منهكة السّقم |
٣٥ ـ إذا حلّ عزم المرء حزم بدا له |
|
رأى الحزم كلّ الحزم في صحّة العزم |
طغى الكفر حتّى صدّه بجيوشه |
|
كما صدّ ذو القرنين ياجوج بالردّم (٣) |
بحمر وشقر كالدّنانير لونها |
|
وشهب كبيض الصّحف أو لونها ينمي (٤) |
وقد شرّدت بالخوف منها عداتها |
|
فلم ترها جمعاء إلّا من الدّهم (٥) |
فكم بطل حلف الأباطيل أبطلت |
|
وكم جرمت من قد تجرّم بالجرم (٦) |
٤٠ ـ وكم نصبت إذ أنصبت رفع فاعل |
|
وألقت على أفعاله عامل الجزم |
وكم مارد مهما علا انقضّ نحوه |
|
شهاب من الفرسان أقصد من سهم |
وكم صفّ صفّ في السّلاسل منهم |
|
كما صفّ في الأرباق حاشية البهم (٧) |
توزّعهم ريب الزّمان توزّعا |
|
أرى حاسب الأعداد كيفيّة القسم |
__________________
(١) الهرم : ضرب من الحمض فيه ملوحة ، وهو أذلّه وأشدّه انبساطا على الأرض واستبطاحا ، وأفاد من قول زهير :
ووطئتنا وطأ على حنق |
|
وطء المقيّد يابس الهرم |
(٢) ضمّن العبدري المثل : أبعد من النجم ، وهو في الميداني : ١ / ١١٥.
(٣) ذو القرنين : هو الإسكندر الرومي ، ويأجوج ومأجوج : قبيلتان ، جاءت القراءة فيها بهمز وبغير همز. والرّدم : قيل : السّدّ الذي بيننا وبين يأجوج ومأجوج. انظر اللسان : ردم.
(٤) المراد بالحمر والشقر والشهب : الخيول.
(٥) الدّهم : العدد الكثير.
(٦) في ت وط : حلف الأباطل ، وفي ت و: ط : خرمت ... تحرّم ، وهو تصحيف. والجرم : التعدّي.
(٧) الأرباق : جمع ربق : عروة حبل تجعل في عنق الدّابة أو يدها تمسكها.