الموقف ؛ ونمرة جبل على اليمين إذا خرجت من مأزمي عرفة ، وعليه أنصاب. وتحت الجبل غار ذكروا أنّ النّبيّ صلىاللهعليهوسلم نزله «وبين الغار والمسجد ألف ذراع وأحد عشر ذراعا» (١) قاله الأزرقيّ. وعرّفني بالمسجد شيخ حجازيّ عارف بالبلاد ، سألته عنه وعن حدود عرفة ونحن في الموقف ، فأشار إلى البسيط الّذى أحاطت به جبال الموقف ، والّتي منه يمينا ويسارا إلى الّتي فيها هذا المسجد ، والمأزمان من ناحية مكّة. فقال لي : هذا كلّه عرفة ، وهذه الجبال وراءنا هي جبال عرفة. وسألته عن بطن عرفة فقال لي : هو الوادي يصبّ في عرفة وهي هاهنا ، وأشار إلى اليسار ، وسألته عن العلمين المنصوبين على الطّريق في وسط بسيط عرفة ، فقال لي : إنّما بناهما الأمراء احتياطا على النّاس ألّا يتقدّموا فيخرجوا من عرفة قبل غروب الشّمس ، فأوهموهم أنّ العلمين حدّ عرفة وهما في وسطها حتّى يكون من تعجّل لا يخرج من عرفة إلّا بعد الغروب ، وسألته عن مسجد عرفة ، فقال لي : هو مسجد الخليل عليهالسلام وأشار لي إلى موضعه ودلّني عليه ، فلمّا دفع (٢) النّاس بعد الغروب أسرعت إليه فلم آته إلّا وقد أشرق ضوء القمر فدخلته [٩٩ / آ] وركعت فيه والنّاس على الطّريق بإزائه ولم يعرج أحد إلّا اثنان أو ثلاثة.
والموقف في منتهى بسيط عرفة عند جبالها الشّرقيّة ، وهي وراءه ، وموقف النّبي صلىاللهعليهوسلم على ضرس (٣) هنالك بأسفل الجبل منقطع عنه ، وقد بني عليه مسجد مليح مختصر مبيّض ، فهو يلوح على بعد وفيه يقف الإمام ؛ إمام الشّافعية ، ويقف المالكيّ أسفل منه على اليسار.
__________________
(١) أخبار مكة : ٢ / ١٨٩.
(٣) الانصراف من عرفات إلى المزدلفة يسميه الفقهاء الدفع.
(٤) الضّرس : الأرض الخشنة.