[زيادة عثمان]
ثمّ زاد في المسجد عثمان رضياللهعنه وبناه بقوّة وباشر ذلك بنفسه ، فكان يظلّ فيه نهاره كلّه ، وربّما أقام (١) فيه ، وبيّضه بالفضّة ، وأتقن عمله بالحجارة المنقوشة ، ووسّعه من كل جهة إلّا المشرق (٢) ، وجعل أعمدته من حجارة مثبتة بأعمدة الحديد والرّصاص ، وجعل أبوابه ستّة على ما كانت عليه قبله ، وسقفه بالسّاج ، وجعل له محرابا ، وهو أوّل من بنى المحراب (٣) ، وقيل : أول من بناه مروان بن الحكم ، وقيل : عمر بن عبد العزيز في خلافة الوليد على ما يأتي ذكره إن شاء الله تعالى (٤).
[زيادة الوليد]
ثمّ زاد فيه الوليد بن عبد الملك ، وولى عمله عمر بن عبد العزيز رضياللهعنه فوسّعه وحسّنه (٥) وبالغ في إتقانه وعمله بالرّخام ، والسّاج المذهّب. وكان الوليد قد بعث إلى ملك الرّوم : إنّي أردت أن أبني مسجد نبيّنا صلىاللهعليهوسلم الأكبر فأعنّا فيه بعمّال. فبعث إليه عدّة من الرّوم والقبط ، وثمانين ألف مثقال ذهب ، وبالسّلاسل الّتي فيها القناديل ، وأمر الوليد بإدخال حجر النّبيّ صلىاللهعليهوسلم في المسجد (٦) ، فاشترى عمر ما منها في الشّرق والغرب والشّمال ، فلمّا صار إلى
__________________
(١) في ت وط : قام.
(٢) المناسك : ٣٦٣.
(٣) ثمة ملاحظة على هامش ت تقول : عليّ أول من بنى المحراب.
(٤) انظر رحلة ابن بطوطة ١ / ١٣٦.
(٥) كان ذلك سنة ٩١ ه.
(٦) المناسك ٣٦٥.