السّبيل» (١) وأجازني حفظه الله إجازة عامة ، وحضرت عنده مذكرات ، ومفاوضات في العلم ، وانتفعت بلقائه كثيرا. وممّا قرأت عليه في برنامج شيوخه للإمام الشهيد أبي الرّبيع بن سالم رحمهالله تعالى (٢) : [الطويل]
إذا برمت نفسي بحال أحلتها |
|
على أمل ناء فقرّت به النّفس (٣) |
وأنزل أرجاء الرّجاء ركائبي |
|
إذا رام إلماما بساحتي اليأس |
وإن أوحشتني من أمانيّ نبوة |
|
فلي في الرّضا بالله والقدر الأنس (٤) |
وممّا قرأت له في حرف الكاف من مفاوضة القلب العليل : [السّريع]
يا راكبا في نيل لذّاته |
|
مسالكا يعيا بها السّالك (٥) |
غرّتك دنيا منقض شأنها |
|
وأنت لا بدّ لها تارك |
خلّابة ، سلّابة للنّهى |
|
أصدق ما غرّت به آفك (٦) |
ما أمكنت من وصلها طالبا |
|
إلّا انثنت وهي له فارك (٧) |
[١٢٩ / ب] حذار أن تلفى غدا باكيا |
|
من طول ما أنت بها ضاحك (٨) |
__________________
(١) هو كتاب : «مفاوضة القلب العليل في منابذه الأمل الطويل بطريق المعري في ملقى السبيل» لأبي الربيع بن سالم الكلاعي ومنه نسخة خطية بالمكتبة الوطنيّة بتونس رقمها ١٥٠٥٣.
(٢) الأبيات في برنامج الوادي آشي ٢٩٧ ـ ٢٩٨ وتاريخ قضاة الأندلس ١١٩ ونفح الطيب ٤ / ٣٣٢ ـ ٣٣٣.
(٣) في ط : برحت نفسي.
(٤) في ت : فلي بالرّضا.
(٥) في ط : مسالك. وصرفها ضرورة.
(٦) في ط : عزّت. والآفك : الذي ضعف عقله.
(٧) فارك : مبغض.
(٨) في ت وط : تلقي ، وفي ط : ما أنت لها.