القاضي : هؤلاء كبراء النّاس وأعيانهم وممّن لا يتغيّب. وهذه سنّة إسرائيليّة أحياها هذا اللّعين ، لا حيّاه الله! ولا صفح عنه! فما أعظم جرأته على الله عزوجل!
أخبرنا الشّريف الفاضل المحدّث أبو الحسن عليّ بن أحمد بن عبد المحسن الحسيني الغرّافي بثغر الإسكندريّة ، عن الشّيخ الصّالح المحدّث أبو الحسن عليّ بن أبي بكر القلانسيّ ويعرف بابن روزبة ، عن الإمام أبي الوقت عبد الأوّل بن عيسى بن شعيب السّجزي ، عن أبي الحسن عبد الرّحمن ابن محمّد الدّاودي البوشنجي ، عن أبي [٧ / ب] محمّد عبد الله بن أحمد بن حمويه السّرخسيّ ، عن أبي عبد الله محمّد بن يوسف الفربريّ ، عن البخاريّ قال : حدثّنا عليّ ، حدثنا سفيان ، قال : وجدت في كتاب كان كتبه أيّوب بن موسى : عن الزّهريّ عن عروة عن عائشة أمّ المؤمنين أنّ امرأة من بني مخزوم سرقت ، فقالوا : من يكلّم النبيّ صلىاللهعليهوسلم فيها؟ فلم يجترىء أحد أن يكلّمه. فكلّمه أسامة بن زيد (١) ، فقال : «إنّ بني إسرائيل كانوا إذا سرق فيهم الشّريف تركوه ، وإذا سرق فيهم الضّعيف قطعوه ، لو كانت فاطمة لقطعت يدها» (٢).
__________________
(١) أسامة بن زيد بن حارثة الكلبي الهاشمي ، صحابيّ نشأ على الإسلام ، وأمّره الرّسول صلىاللهعليهوسلم قبل بلوغ العشرين. توفّي حوالي عام ٥٤ ه ودفن بالمدينة. ترجمته في : الإصابة : ١ / ٤٦ ، شذرات الذهب ١ / ٥٩ ، غربال الزمن ٥٠.
(٢) أخرجه البخاري ، رقم ٦٧٨٨ في الحدود ، باب كراهية الشفاعة في الحدّ ١٢ / ٨٧ ورقم ٣٧٣٣ في فضائل الصّحابة ، أسامة بن زيد ٧ / ٧٨ ـ ومسلم : رقم ٨ في الحدود ، باب : قطع السارق الشريف وغيره ـ والترمذي رقم ١٤٣٠ في الحدود ، باب ، كراهية الشفاعة في الحدود ـ وأبو داود رقم ٤٣٧٣ في الحدود ، باب : الحدّ يشفع فيه ـ وابن ماجة ، في الحدود ، باب الشفاعة في الحدود رقم ٢٥٤٧ ـ وابن حنبل ٣ / ٣٨٦ و ٣٩٥ ـ ٥ / ٤٠٩ ـ ٦ / ٣٢٩ ـ والنسائي : ٨ / ٧٤ ـ والدّارمي ، ٢ / ١٧٣. وفي لفظة بعض اختلاف.