[قصيدة حديقة الأزهار للقرطاجني]
لعينيك قل : إن زرت أفضل مرسل |
|
قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل |
وفي طيبة فانزل ، ولا تغش منزلا |
|
بسقط اللّوى بين الدّخول فحومل |
وزر روضة قد طالما طاب نشرها |
|
لما نسجتها من جنوب وشمأل |
وأثوابك اخلع محرما ومصدّقا |
|
لدى السّتر إلّا لبسة المتفضّل |
٥ ـ لدى كعبة كم فاض دمعي لبعدها |
|
على النّحر حتّى بلّ دمعي محملي (١) |
فيا حادي الآمال سر بي ولا تقل |
|
عقرت بعيري ـ يا امرأ القيس ـ فانزل (٢) |
فقد حلفت نفسي بذاك وأقسمت |
|
عليّ وآلت حلفة لم تحلّل |
فقلت لها : لا شكّ أنّي طائع |
|
وأنّك مهما تأمري القلب يفعل |
وكم حملت في أظهر العزم رحلها |
|
فيا عجبا من رحلها المتحمّل (٣) |
١٠ ـ وعاتبت العجز الّذي عاق عزمها |
|
فقالت : لك الويلات إنّك مرجلي |
نبيّ هدى قد قال للكفر نوره : |
|
ألا أيّها اللّيل الطّويل ألا انجل |
تلا سورا ، ما قولها بمعارض |
|
إذا هي نصّته ولا بمعطّل (٤) |
لقد نزلت في الأرض منّة هديه |
|
نزول اليماني ذي العياب المخوّل (٥) |
__________________
(١) في ت وط : قد فاض.
(٢) في النفح والأزهار : فيا حادي الآبال.
(٣) في ت : وقد حملت وفي الديوان : من كورها.
(٤) نصّ الشيء : رفعه.
(٥) في الديوان والنفح وأزهار الرياض : ملّه هديه ـ ذي العياب المحمّل ، والعياب جمع عيبة. وهي وعاء للمتاع يكون من أدم.