وممّن له سدّدت سهمين ، فاضربي |
|
بسهميك في أعشار قلب مقتّل |
فما أغنت الأبدان درع بها اكتست |
|
ترائبها مصقولة كالسّجنجل |
وأضحت لواليها ومالكها العدا |
|
يقولون لا تهلك أسى ، وتجمّل |
وقد فرّ منصاع ، كما فرّ خاضب |
|
لدى سمرات الحيّ ناقف حنظل (١) |
٣٠ ـ وكم قال : يا ليل الوغى طلت فانبلج |
|
بصبح وما الإصباح فيك بأمثل |
فليت جوادي لم يسر بي إلى الوغى |
|
وبات بعيني قائما غير مرسل |
وكم مرتق أوطاس منهم بمسرج |
|
متى ما ترقّ العين فيه تسهّل |
وقرّطه خرصا ، كمصباح مسرج |
|
أهان السّليط في الذّبال المفتّل (٢) |
فيرنو لهاد فوق هاديه طرفه |
|
بناظرة من وحش وجرة مطفل (٣) |
٣٥ ـ ويسمع من كافورتين بجانبي |
|
أثيث كقنو النّخلة المتعثكل (٤) |
ترفّع أنّ يعزى له شدّ شادن |
|
وإرخاء سرحان ، وتقريب تتفل (٥) |
ولكنّه يمضي كما مرّ مزبد |
|
يكبّ على الأذقان دوح الكنهبل (٦) |
ويغشى العدا كالسّهم ، أو كالشّهاب ، أو |
|
كجلمود صخر حطّه السّيل من عل |
__________________
(١) في الأصل منصاعا وهو تحريف ، والرواية في قصائد ومقطعات وفرّ ابن عوف مثلما فرّ خاضب.
(٢) في ت وط : خرسا ، ورواية عجز البيت في النفح والأزهار ، آمال السليط بالذبال المقتل.
(٣) وجرة : موضع. ومطفل : ذات طفل وهو الغزال.
(٤) الأثيث : الكثير المتواكب ، والقنو : العذق. المتعثكل : الذي قد دخل بعضه في بعض لكثرته أو وهو المتدلي.
(٥) الشادن ولد الظبية. إرخاء سرحان : سرعة ذئب في لين ، وتقريب تتفل : جري الثعلب.
(٦) يكب على الأذقان دوح الكنهبل : يقتلع شجر الكنهبل من أصوله ويلقيه على أم رأسه لشدة هيجه.