[لقاؤه لجابر الوادي آشي]
ولقيت بها الشّيخ ، الفقيه ، الحاجّ ، المبارك ، الأفضل ، معين الدّين أبا محمّد جابر بن محمّد بن القاسم بن حسّان الوادي آشي (١) ، وكان من التّجّار في القيساريّة. (٢) رحل إلى المشرق قديما فلقي به الإمام علم الدّين السّخاويّ ، وسمع منه وأجازه ، وقرأ عليه قصيدتي الشّيخ الإمام أبي القاسم الشّاطبي في القراءات ، وفي المرسوم ، وحدّثه بهما عنه وقد قرأت عليه بعض الأولى ، وجميع الثّانية ، وأصله يمسك عليه ، وحدّثني بهما معا عن السّخاويّ عن ناظمهما (٣) المذكور ، وأجازني إجازة عامّة ، وكتب لي بذلك خطّ يده ، وقرأت عليه أرجوزة السّخاوي في المتشابه من ألفاظ القرآن ، وحدثني بها عنه قراءة ، وهي في أوراق بديعة محكمة ، وأرى أن أثبت منها ها هنا دررا ، وأوّلها : [الرجز]
قال السّخاويّ عليّ ناظما |
|
كان له الله الرّحيم راحما |
الحمد لله الحميد الصّمد |
|
منزل الذّكر على محمّد |
فيه هدى للمهتدي ونور |
|
وحكمة تشفى بها الصّدور (٤) |
ثمّ مرّ في مقدمة الأرجوزة إلى أن قال :
__________________
(١) ولد سنة ٦١٠ ه وتوفي سنة ٦٩٤ ه. انظر برنامج الوادي آشي ٥٤ ـ ٥٥.
(٢) القيسارية : بلدة على ساحل بحر الشام تعد في فلسطين بينها وبين طبرية ثلاثة أيّام. انظر مراصد الاطلاع ١١٣٩.
(٣) في ط : ناظمها.
(٤) في ط : هدى للمتقين.