«مختصر حلية الأولياء» للحافظ أبي نعيم باختصار شيخه الفقيه العالم أبي الحسن عبيد الله (١) بن محمّد بن عبيد الله النّفزي (٢) عرف بابن قبّوش ، وحدّثني به عنه. وقرأت عليه لابن قبّوش : (٣) [الطويل]
غنيت بما عندي ومالي لا أغنى |
|
وأعرضت في قصدي عن العرض الأدنى |
إلى الملأ الأعلى علوت بهمّتيّ |
|
فرافقت ما يبقى وفارقت ما يفنى (٤) |
تركت للذّات البهائم أهلها |
|
وهمت بما يعنى به عالم المعنى |
وأنشدني ـ حفظه الله ـ للإمام الحافظ أبي محمّد عبد الحقّ الأزديّ (٥) من قوله حين ولي قضاء بجاية : [الوافر]
وكانت لي ذنوب موبقات |
|
يضيق بحصرها حرف الرّويّ |
فلمّا أن وليت الحكم يوما |
|
«أتى الوادي فطمّ على القريّ» (٦) |
* * *
__________________
(١) في ط : عبد الله.
(٢) فقيه مدرس ، حافظ توفي ببجاية سنة ٦٤٢ ه. انظر الذيل والتكملة ٥ ـ ٢ / ٦٧٤.
(٣) الأبيات في الذيل والتكملة ٥ ـ ٢ / ٦٧٥.
(٤) في الذيل والتكملة : إلى العالم الأعلى ، فوافقت.
(٥) هو عبد الحق الأزدي الإشبيلي ، قاض ، محدّث ، عالم ، له مشاركات في علم القرآن والحديث والأصول والأدب والنحو والتاريخ ، توفي سنة ٦٢٨ ه ـ ومن مصنفاته : الإعلام بفوائد الأحكام ، وشرح مقصورة ابن دريد. له ترجمة في عنوان الدراية ١٩٣.
(٦) ضمّن الشاعر المثل المعروف «أتى الوادي فطمّ على القريّ» ويروى : جرى الوادي ، وهو في الميداني ١ / ٢١٩.