فأرعد من قبل اللّقاء ابن معمر |
|
وأبرق والبرق اليمانيّ خوّان |
وهذا البيت أيضا شاهد لمن قال : أبرق وأرعد ، بالألف ، أي : تهدّد ، وأصله من الرّعد والبرق ، وقد أنكره بعضهم (١) بالألف ، وقال : «إنّما هو رعد وبرق بغير ألف ، وكذلك رعدت السّماء وبرقت» والصّواب : أنّهما لغتان أشهرهما بغير ألف ، وعليها قول الشّاعر : (٢) [الكامل]
فإذا حللت ودون بيتي ساوة |
|
فابرق بأرضك ما بدا لك وارعد (٣) |
وقوله : «علامات ذدت» الوجه فيه حذف الألف ؛ لأنّ «ما» الاستفهامية إذا دخل عليه حرف جرّ حذف منها الألف ؛ لكثرة الاستعمال وفرقا بينها وبين الخبرية ، قال تعالى : (فِيمَ أَنْتَ مِنْ ذِكْراها)(٤) وقال جلّ شأنه : (فِي ما هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ)(٥). ولو حذفت الألف منها لصحّ الوزن ، وكان الجزء معقولا (٦) ، ولكنّه [١٠ / آ] زحاف قبيح ، ولو قال : صددت أو طردت ، أو تذود ، أو نحو ذلك ، لسلم من الوجهين معا ، وتخلّص من الضّرورتين (٧) جميعا ، وبالله التوفيق.
__________________
(١) أنكره المبرّد في الكامل ١٢٣٧ ، وشرح ديوان المتلمّس ١٤٨ نقلا عن الأصمعيّ ، واللسان (برق).
(٢) الشاعر هو المتلمس ، والبيت في ديوانه : ١٤٧.
(٣) في الديوان : غاوة ، وكلاهما اسم مكان.
(٤) سوة النازعات : الآية : ٧٩.
(٥) سورة الزمر : الآية : ٣٩
(٦) العقل : هو حذف الخامس المتحرّك في مفاعلتن فتصبح : مفاعلن ، ويصيب الوافر. انظر المعيار : ٢٦.
(٧) في ط : الصورتين.