وأنشدني أيضا للفقيه الأديب الكاتب الأبرع ، أبي بكر محمّد بن عبيد الله (١) بن داود بن خطّاب المرسيّ (٢) ممّا أنشده إيّاه لنفسه (٣) :
[الكامل]
أبصرت أبواب الملوك تغصّ بالر |
|
ـ راجين إدراك الغنى والجاه (٤) |
مترقّبين لها فمهما فتّحت |
|
خرّوا لأذقان لهم وجباه |
فأنفت من ذاك الزّحام وأشفقت |
|
نفسي على إنضاء جسمي الواهي |
ورأيت باب الله ليس عليه من |
|
متزاحم فقصدت باب الله |
وتخذته من دونهم لي عدّة |
|
وأفقت من غيّي وطول سفاهي (٥) |
وأنشدني عنه أيضا ، ونقلته من خطّ ابن خطّاب ، قال : وممّا نظمته والتزمت فيه حرف الرّاء والتّرصيع : (٦) [مجزوء الكامل المرفّل]
اشكر لربّك وانتظر |
|
في إثر عسر الأمر يسرا |
واصبر لكربك وادّخر |
|
في ستر ضرّ الفقر أجرا (٧) |
فالدّهر يعثر بالورى |
|
والصّبر بالأحرار أحرى |
والوفر أظهر معشرا |
|
والفقر بالأخيار يغرى (٨) |
__________________
(١) في ت : عبد الله.
(٢) محمد بن داود بن خطّاب الغافقي الأندلسي : كاتب ، أديب ، عالم بأصول الفقه ، له شعر ، ولد بمرسية ، ورحل إلى تلمسان ، وتوفي فيها سنة ٦٣٦ ه ، ترجمته في الذيل والتكملة ٦ / ٣٣٢ ـ ٣٣٣ ، والبستان ٢٢٧.
(٣) الأبيات في نفح الطيب ٥ / ٢٢٢ ، وتعريف الخلف : ٢ / ٢٢٠.
(٤) في النفح وتعريف الخلف : إدراك العلا.
(٥) في النفح وتعريف الخلف : وجعلته ... وأنفت من غيّي.
(٦) الأبيات في نفح الطيب : ٤ / ٣٣٩ لأبي بكر بن محرز الزّهري.
(٧) في ت : واصبر بربّك ، وفي النفح : واصبر لربّك.
(٨) في ط ، وعلى هامش الأصل : والوفر أكرم. وفي ت : والفقر بالأحرار ...