قضايا جلايا مثلما لاح ساطع |
|
يصول بجند اللّيل ايّ صيال |
٢٥ ـ قضايا إذا وفّقت يشفيك حكمها |
|
وإلّا فلا تعرض لطبّ عضال |
فلست لها في الكتب يوما مطالعا |
|
ولا سامعا فيها نظام مقال |
وفي عقل ذي القلب المتيّم رقمها |
|
يبين به عن كلّ أنوك سال (١) |
فإن أنت لم توصل لحال وصالها |
|
فدعني وإيّاها حليف وصال (٢) |
[ذكر مليانة]
وكان رحيلنا بعد المقام المطوّل (٣) لخمس خلون من شهر ربيع الأوّل ، فنكبّنا عن طريق المدينة (٤) يسارا ، وسرنا لا نألو جدّا وانشمارا (٥). ثمّ وصلنا وقد ألقى جمل الإعياء جرانه ، وغنّى بلبل العناء ألوانه ، إلى البلدة الخصيبة مليانة (٦) ، وهي مدينة مجموعة مختصرة ، وليست مع ذلك عم أمّهات المدن مقصّرة ؛ أشرفت من كثب على وادي شلف ، واستشرفت نسيم طرفها من شرف ، في روضة جمّة الأزهار والطّرف ؛ فرعت في سفح جبل حمى حماها أن يرام ، وشرعت في أصل نهر يشفي الهيّم (٧) من الهيام ، شاق منظرا ، وراق
__________________
(١) الرّقم : الكتابة ، والأنوك : الأحمق.
(٢) في ت : بحال وصالها.
(٣) في ت وط : الطويل.
(٤) في ط : البرية.
(٥) في ت : واشتمارا. ، والأنشمار والاشتمار : المضيّ والنفوذ.
(٦) مليانة : مدينة في آخر إفريقية ، بينها وبين تنس أربعة أيام ، وهي مدينة رومية قديمة ، جدّدها زيري ابن مناد معجم البلدان ٥ / ١٩٦ ، ويقول الحسن الوزّان : تقع في قنّة جبل على بعد نحو ٤٠ ميلا من البحر وصف إفريقية : ٢ / ٣٤ ـ ٣٥.
(٧) في بقية النسخ : المقيم.