«وبدّلت قرحا داميا بعد صحّة |
|
لعلّ منايانا تحوّلن أبؤسا» (١) |
وما بقي بها من له بالعلم أدنى عناية ، ولكنّا قد استفدنا بها حكاية [١٤ / ب] وهي أنّ بعض الكتّاب كان يكتب كتابا عن أمير ، فلمّا قرأه عليه لم يرضه فمزّقه ، فكتبه ثانية ، فمزّقه ، فلمّا رأى تعسّفه أخذ قرطاسا ونظم فيه ارتجالا : (٢) [الطويل]
رأيتك تكويني بميسم منّة |
|
كأنّك أنت اليوم علّة تكويني (٣) |
وتلويني الحقّ الّذي أنا أهله |
|
وتمطلني فيه بعذل وتلويني (٤) |
فأقصر عن العتب الطّويل فبلغة |
|
من العيش تكفيني إلى حين تكفيني (٥) |
ولم آخذ هذه الحكاية ممّن أطمئنّ إليه ؛ وأحيل بالعهدة فيها عليه ، ولكنّني قيّدنها لتنظر ، وعرضتها لتخبر ، فإن صحّت فهو الغرض ، وإلا فكم ظنّت صحّة بذي مرض.
__________________
(١) ضمّن بيت امرئ القيس ، وهو في ديوانه : ١٠٧.
(٢) البيتان ١ و ٣ في ديوان الإمام الشافعي ١٧٧ ؛ ووردت الأبيات الثلاثة في ديوان أبي الفتح البستي (٣٢٣) وفي يتيمة الدّهر منسوبة للبستي.
(٣) في ديوان الشافعي : «كأنّك كنت الأصل في علّة تكويني» وفي ديوان البستي «... بميسم ذلّة كأنّك قد أصبحت علّة تكويني» ورد الشطر الثاني في اليتيمة كما جاء في ديوان البستي.
(٤) البيت الثاني وصدر البيت الثالث ساقطان من ت. وجاءت رواية البيت الثاني في ديوان البستي :
«وتلويني الوعد الذي قد وعدتني |
|
وتذهب فيه إلى كلّ تلوين» |
وفي اليتيمة «... وتخرج في أمري إلى كلّ تلوين»
(٥) في ط : فأقصر على. وجاءت رواية البيت في ديوان البستي هكذا : «فمهلا ولا تمنن عليّ فبلغة ...» وقد ورد كما في ديوان البستي في اليتيمة ، وفي ديوان الشافعي : «فدعني من المنّ الوخيم فلقمة ...»