وهل هي إلّا جيفة مستحيلة |
|
عليها كلاب همّهنّ اجتذابها |
فإن تجتنبها كنت سلما لأهلها |
|
وإن تجتذبها نازعتك كلابها |
وأمّا ضبط هذا الاسم فقد قيّدته على شيخنا أبي عبد الله : برطلة ، بتاء التّأنيث المنقلبة هاء في الوقف ، وبضمّ الباء والطاء ، وقيّده الفقيه أبو الحسن ابن رزين (١) بضمّ اللّام وهاء ساكنة ، وقال هكذا ثبت عنه ؛ وهو من أهل مرسية ، علم من أعلامها وعالم من علمائها ، خطب بها وببجاية بخطب بليغة من إنشائه ، وولي القضاء بمواضع من عمل تونس ، وبها استقرّ أخيرا ، بعد أسر ناله مرّتين ، وحجّ ثمّ رجع إلى تونس فتوفي بها عام أحد وستّين وستّ مئة.
وقرأت عليه أيضا أوّل قصيدة أبي عبد الله بن أبي الخصال (٢) ، الّتي سمّاها : «معراج المناقب (٣)» وناولنيها ، وحدّثني بها عن ابن السرّاج قراءة عن أبوي القاسم : ابن بشكوال وابن غالب الشرّاط ، سماعا عليهما ، بقراءة خاله أبي بكر محمّد بن خير ، عن ناظمها المذكور ، وأوّلها : (٤) [الطويل]
إليك! فهمّي والفؤاد بيثرب |
|
وإن عاقني عن مطلع الوحي مغربي |
__________________
(١) هو علي بن محمد بن أبي القاسم بن رزين التونسي : فقيه محدّث ، له رواية واسعة ، له فهرسة جمع بها أسماء شيوخه. توفي بتونس سنة : ٦٩٢ ه ، ترجمته في برنامج الوادي اشي : ٦٥ ـ فهرس الفهارس : ١ / ٤٤١.
(٢) هو محمد بن مسعود بن طيب بن فرج بن خلصة الغافقي : وزير أندلسي ، شاعر أديب ، توفي بقرطبة سنة ٥٤٠ ه. له رسائل وشعر قام بتحقيقها الدكتور محمد رضوان الدايّة. انظر خريدة القصر قسم المغرب ٣ / ٤٤٩.
(٣) اسمها كاملا : معراج المناقب ومنهاج الحسب الثاقب في نسب رسول الله صلىاللهعليهوسلم ومعجزاته ومناقب أصحابه» وتقع في واحد وعشرين ومئة بيت انظر برنامج الوادي آشي ٢٢٤.
(٤) القصيدة كاملة في رسائل أبي الخصال وشعره : ٦٢٧ ـ ٦٣٧.