وروى أبو المهدي ، عن أبي الزاهرية ، عن الصنابحي يرفعه ، قال : " أوحى الله إلى الشام أنك داري وقراري ، وأنت الأندر ، وأنت منبت أنبيائي ، وأنت موضع قدسي ، وأنت موضع موطأي ، وإليك أسوق خيري من خلقي ، وإليك محشر عبادي ، ولم يزل عليك من أول يوم من الدهر إلى آخر يوم من الدهر بالطل والمطر وإذا عجز أهلك المال لن يعجزهم الخبز والماء" (١).
وروينا في كتاب" فضائل الشام" للربعي بإسناده عن يونس بن حلبس ، قال : أشرف عيسى ـ عليه السلام ـ على الغوطة ، فقال : يا غوطة إن عجز الغني أن يجمع منك كنزا لم يعجز المسكين أن يشبع منك خبزا (٢).
وروى خالد الخراساني : حدثنا حر ـ هو ابن الحسن ـ ، عن الحسن ، قال : خيار أهل الشام خير من خياركم ، وشرار أهل الشام خير من شراركم. قالوا : ولم تقول هذا يا أبا سعيد؟ قال : لأن الله تعالى يقول : (وَنَجَّيْناهُ وَلُوطاً إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بارَكْنا فِيها لِلْعالَمِينَ)(٣) ، (٤).
وقال يحيى بن صالح : سمعت إسماعيل بن عياش ، يقول : لما أن خرجت من عند المهدي لقيني هشيم بن بشير ، فقال لي : يا [أبا عتيبة](٥) جزاك الله عن الإسلام خيرا سمعت أشياخنا يقولون : صالحوكم خير من صالحينا ،
__________________
(١) أخرجه ابن عساكر في" تاريخه" (١ / ٨٢) من طريق الحسن بن على العسقلاني ، عن بشر بن بكر ، عن أبي المهدي ، به.
(٢) تقدم في جزء الربعي رقم (٩٥).
(٣) سورة الأنبياء الآية : (٧١).
(٤) أخرجه ابن عساكر في (١ / ١٤٠).
(٥) كذا بالأصل وهو تصحيف فإسماعيل بن عياش يكنى : أبا عتبة ، وصوابه من مصادر التخريج.