الباب السادس
فيما ورد في أن الأبدال بالشّام
قال الإمام أحمد : حدثنا أبو المغيرة : حدثنا صفوان : حدثني شريح بن عبيد ، قال : [ذكر الشام](١) عند علي بن أبي طالب ، فقالوا : العنهم يا أمير المؤمنين. قال : لا ، إني سمعت رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، يقول : «الأبدال يكونون بالشام وهم [أربعون](٢) رجلا كلما مات رجل أبدل الله مكانه رجلا فيسقى بهم الغيث (١٨ / ب) [وينصر](٣) بهم على الأعداء ، ويصرف عن أهل الشام بهم العذاب» (٤).
شريح بن عبيد شامي معروف ، قيل : إنه لم يسمع من علي ، لكنه أدركه فإنه يروى عن : عقبة بن عامر وفضالة بن عبيد ومعاوية وغيرهم.
وروى عن عليّ من وجه آخر من رواية [ابن لهيعة](٥) : حدثني عياش ابن عباس ، عن عبد الله بن زرير ، عن علي بن أبي طالب ، أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال : «يكون في آخر الزمان فتنة تحصّل فيها الناس كما يحصّل الذهب في المعدن ، فلا تسبّوا أهل الشام ولكن سبوا شرارهم فإن فيهم الأبدال يوشك أن يرسل على أهل الشام سيب من السماء فيفرق جماعتهم حتى لو قاتلتهم الثعالب غلبتهم فعند ذلك يخرج خارج من أهل بيتي في ثلاث رايات المكثر يقول : خمسة عشر ألفا ، والمقل يقول : هم اثني عشر ألفا أمارتهم : أمت أمت. يلقون سبع رايات
__________________
(١) كذا بالأصل ، وفي" المسند" : " ذكر أهل الشام".
(٢) وقع بالأصل : " أن يقعد" وهو تصحيف ، وصوابه : " أربعون" كما في مصادر التخريج.
(٣) كذا بالأصل ، وفي" المسند" : " ينتصر".
(٤) إسناده منقطع أخرجه أحمد (١ / ١١٢) وقد تقدم الكلام عليه برقم (١٥) جزء ابن عبد الهادي ، ورقم (٢١) جزء السمعاني.
(٥) وقع بالأصل وهو تصحيف وصوابه : " ابن لهيعة".