منهم أحد؟ قال : بلى محمد بن واسع وحسان بن أبي سنان ومالك بن دينار الذي يمشي في الناس بمثل زهد أبي ذر في زمانه (١).
وقد رويت أحاديث كثير في الأبدال لا تخلو من ضعف في أسانيدها وبعضها موضوع ، ولكن ليس فيها ذكر الشام فلم نذكرها (٢١ / ب) لذلك ، وفي بعضها أن أعمالهم أنهم يعفون عمن ظلمهم ويحسنون إلى من أساء إليهم ويواسون فيما أتاهم الله عز وجل.
وقد روي ذكر الأبدال عن الحسن وقتادة وغيرهم من السلف. وفي مراسيل ابن أبي رباح ، عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، قال : «الأبدال من الموالي».
خرّجه الترمذي (٢).
ومن أحسن ما ورد في وصفهم :
ما رواه ابن أبي الدنيا : حدثنا أبو حاتم الرازي محمد بن إدريس : حدثنا [عثمان بن مطيع : حدثنا سفيان بن عيينة](٣) ، قال : قال أبو الزناد : لما ذهبت النبوة وكانوا أوتاد الأرض أخلف الله مكانهم أربعين رجلا من أمّة محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقال : هم الأبدال ، لا يموت الرجل منهم حتى
__________________
(١) ضعيف منكر. أخرجه ابن عساكر (١ / ١٣٦) " تاريخ دمشق" ، وفي إسناده أكثر من علة.
الأولى : الإرسال فإن وهبا تابعي.
الثانية : جهالة الراوي عن وهب.
الثالثة : جعفر بن سليمان وسيار بن حاتم كلاهما عنده مناكير.
(٢) لم أجده عند الترمذي وهو عند السيوطي في الصغير وعزاه للحاكم في الكنى ، ورمز له بالضعف ، والحديث أخرجه الذهبي في" الميزن" (٢ / ٤٧) ترجمة الرحال بن سالم فهو مجهول لا يدرى من هو وقال صاحب" فيض القدير" : الخبر منكر.
(٣) كذا بالأصل وهو تصحيف وصوابه : " عثمان بن مطيع : حدثنا سفيان بن عيينة" كما في" التاريخ" لابن عساكر.