هذه الأمة بنو النضير.
وهذا فيه إشارة إلى أن الحشر إلى الشام ليس هو مرة واحدة بل هو مرات كثير ، وأول ما وقع منه حشر بني النضير إليها.
ويدخل في ذلك خروج من خرج من الصحابة ومن بعدهم بعد.
وقد روى عن عامر بن قيس ، أنه لما خرج من البصرة كرها إلى الشام وكان راكبا على بعيره ، قال : الحمد لله الذي حشرني راكبا فجعل مسيره إلى الشام حشرا.
وقد ذكر أن النار التي خرجت بالحجاز وأضاءت منها أعناق الإبل ببصرى تكامل عقيبها خراب بلاد العراق على أيدي التتار وانتقل غالب خيار أهل العراق بعد ذلك إلى الشام فهذا نوع من الحشر ، وهو حشر خيار الناس إلى الشام ، فالشرار هم فتحشرهم النار قسرا بعد قبض المؤمنين.
وحديث عبد الله بن عمرو صريح في هذا المعنى ولفظه : " ستكون هجرة بعد هجرة تنحاز الناس إلى مهاجر إبراهيم لا يبقى في الأرض إلا شرار أهلها تلفظهم أرضهم تقذرهم نفس الله تحشرهم النار مع القردة والخنازير تبيت معهم إذا باتوا (٣٥ / ب) وتقيل معهم إذا قالوا ، وتأكل من تخلف". (١)
وفي رواية : " ستكون هجرة بعد هجرة تخرج خيار أهل الأرض إلى مهاجر إبراهيم عليه السلام هو الشام" (٢).
قال قتادة في قوله عز وجل : (وَقالَ إِنِّي مُهاجِرٌ إِلى رَبِّي)(٣) قال :
__________________
(١) أخرجه أبو داود (٢٤٨٢) ، وأحمد (٢ / ١٩٨) وإسناده ضعيف كما تقدم في أول الباب الرابع.
(٢) أخرجه أحمد (٢ / ٢٠٩) وانظر التعليق السابق.
(٣) سورة العنكبوت الآية : ٣٦.