٤ ـ وروي أيضا عن أبي أمامة عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال : «رأيت عمود الكتاب انتزع من تحت وسادتي ، فأتبعته بصري فإذا هو نار ساطع ، حتى ظننت أنه قد يهوى به فعمد به إلى الشام ، وإني أوّلت أن الفتن إذا وقعت أن الإيمان بالشام». (١)
٥ ـ وروي أيضا عن عبد الله بن حوالة قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : «رأيت ليلة أسري بي عمودا أبيض كأنه لؤلؤة تحمله الملائكة ، قلت : ما تحملون؟ قالوا : عمود الإسلام أمرنا أن نضعه بالشام ، وبينا أنا نائم رأيت عمود الكتاب اختلس من تحت وسادتي ، وظننت أن الله قد تخلى من أهل الأرض فأتبعته بصري ، فإذا هو نور ساطع بين يديّ حتى وضع بالشام». فقال ابن حوالة : يا رسول الله خر لي ، قال : «عليك بالشام» (٢).
__________________
عبد الله بن عمرو ـ به في جزء الربعي برقم (١١) فانظره هناك ، وعند الحاكم (٤ / ٥٠٩) من طريق عمرو بن أبي سلمة ثنا سعيد بن عبد العزيز عن يونس بن ميسرة ابن حلبس عن عبد الله بن عمرو وصححه وتابعه الذهبي.
قلت : في إسناده عمرو بن أبي سلمة وقد ضعفه الجمهور قال أبو حاتم : لا يحتج به. وأيضا اختلاط سعيد بن عبد العزيز بآخره وفيه أحمد بن عيسى اللخمي كذبه الذهبي.
وعزاه الحافظ في الفتح أيضا إلى عبد الرزاق وقال فيه انقطاع بين أبي قلابة وعبد الله بن عمرو ولفظه" أخذوا عمود الكتاب فعمدوا به إلى الشام". وهو مطابق للفظ المصنف هنا ، ويأتي في جزء ابن رجب ص (١٧٤).
(١) أخرجه الطبراني (٨ / ١٩٩) رقم (٧٧١٤) من طريق الوليد بن مسلم عن عفير بن معدان عن سليم بن عامر عن أبي أمامة مرفوعا ـ به.
وأخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (١ / ٥٠ ـ ٥١) ، وانظر جزء ابن رجب ص (١٦٨).
وقال الهيثمي في المجمع (١٠ / ٥٨) : وفيه عفير بن معدان وهو مجمع على ضعفه. وهو كما قال. وقال الحافظ ابن حجر في الفتح (١٢ / ٤٠٣) : سنده ضعيف.
(٢) ذكره الهيثمي في المجمع (١٠ / ٥٨) وعزاه للطبراني وقال : ورجاله رجال الصحيح غير صالح بن رستم وهو ثقة. وقال الحافظ : بإسناد حسن الفتح (١٢ / ٤٠٣) وسيأتي برقم