فصل
وقد ورد في فضل أماكن كثيرة من الشام أشياء لم نذكرها ، لأن الغرض من هذا الكتاب ذكر دمشق وفضلها وحفظها ، ولكن نختم الكتاب بذكر نبذة من" فضائل بيت المقدس" فإنه عين الشام وواسطة عقد النظام ، وقد صنّف العلماء في فضله تصانيف كثيرة وممن أفرد فضله بالتصنيف أبو الفرج بن الجوزي وأبو محمد القاسم بن عساكر (٥١ / ب) ولو استقصينا ما ورد في فضله لطال الكتاب ، وإنما نقتصر على ذكر أعيان الأحاديث المرفوعة في فضله دون الآثار والإسرائيليات ، والله الموفق.
قال الله سبحانه وتعالى في فضله : (سُبْحانَ الَّذِي أَسْرى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بارَكْنا حَوْلَهُ)(١).
وفي" الصحيحين" عن جابر ، أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، قال : «لما كذبني قريش قمت على الحجر فجلى الله لي بيت المقدس فطفقت أخبرهم عن آياته وأنا أنظر إليه». (٢)
وخرّج مسلم من حديث أبي هريرة ، عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، قال : «لقد رأيتني في الحجر وقريش تسألني عن مسراي فسألوني عن أشياء من بيت المقدس لم أثبتها فكربت كربا ما كربت مثله قط فرفعه الله لي أنظر إليه فما سألوني عن شيء إلا أنبأتهم به». (٣)
وفي" صحيح البخاري" عن ابن عباس في قوله تعالى : (وَما جَعَلْنَا
__________________
(١) سورة الإسراء الآية : ١.
(٢) أخرجه البخاري (٣٨٨٦ ، ٤٧١٠) ، ومسلم (١٧٠ / ٢٧٦) كلاهما من طريق ابن شهاب عن أبي سلمة عن جابر ـ به.
(٣) أخرجه مسلم (١٧٢ / ٢٧٨) من حديث عبد الله بن الفضل ، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن ، عن أبي هريرة ـ به.