بمحفوظ.
وكان سفيان بن عيينة يروي حديث أبي هريرة بلفظ : «تشد الرحال إلى ثلاثة مساجد» ثم يقول : «لا تشد إلا إلى ثلاثة مساجد» سواء كذا رواه الإمام أحمد عنه.
وما قاله ابن عيينة أن اللفظين بمعنى سواء فليس كما قال. وخرّج ابن ماجه والنسائي من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص ، عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، قال «لما فرغ سليمان بن داود ـ عليهما السلام ـ من بناء بيت المقدس سأل الله ثلاثا : حكما يصادف حكمه ، وملكا لا ينبغي لأحد من بعده ، وأن لا يأتي هذا المسجد أحد لا يريد إلا الصلاة فيه إلا خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه ـ فقال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ : أما اثنتان فقد أعطياهما وأرجو أن يكون قد أعطي الثالثة». (١)
وروى أبو ذر ، أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ذكر له الصّلاة في بيت المقدس ـ فقال : «نعم المصلى هو أرض المحشر (٥٣ / أ) والمنشر». (٢)
خرّجه الطبراني والحاكم ، وقال : صحيح الإسناد.
وعن ميمونة مولاة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، قالت : قلت يا
__________________
في المجمع (٤ / ٤) رواه الطبراني في الأوسط وفيه خثيم بن مروان وهو ضعيف.
(١) أخرجه أحمد (٢ / ١٧٦) والنسائي (٢ / ٣٤) ، وابن ماجة (١٤٠٨) وغيرهم من طرق عن عبد الله بن الديلمي عن عبد الله بن عمرو ـ رضي الله عنهما ـ به.
(٢) أخرجه الطبراني في الأوسط (٨٢٢٦) والحاكم (٤ / ٥٠٩).
والبزار في مسنده (٩ / ٣٨٢) وقال : وهذا الحديث لا نعلمه يروى عن أبي ذر إلا بهذا الإسناد ، إلا رجلا حدث به لم يتابع عليه فرواه عن معاذ بن هشام ، عن أبيه ، عن قتادة ، عن سعيد بن أبي الحسن ، عن عبد الله بن الصامت ، عن أبي ذر.
قلت : سعيد بن بشير هذا لا يحتج بما انفرد به فهو رديء الحفظ فاحش الخطأ يروي عن قتادة ما لا يتابع عليه كما قال ابن حبان في المجروحين (١ / ٣١٩).