طبعه التآنس ببني آدم. الموءودة : البنت التي تدفن حية ، وأصله من النقل ، كأنها تنقل من التراب حتى تموت ، ومنه اتئد : أي توقر وأثقل ولا تخف. الكشط : التقشير ، كشطت جلد الشاة : سلخته عنها. الخنس جمع خانس ، والخنوس : الانقباض والاستخفاء. تقول خنس بين القوم وانخنس. الكنس جمع كانس وكانسه ، يقال : كنس إذا دخل الكناس ، وهو المكان الذي تأوي إليه الظباء. والخنس : تأخر الأنف عن الشفة مع ارتفاع قليل من الأرنبة. عسعس ، قال الفراء : عسعس الليل وعسس ، إذا لم يبق منه إلا القليل. وقال الخليل : عسعس الليل : أقبل وأدبر. قال المبرد : هو من الأضداد. وقال علقمة بن قرط :
حتى إذا الصبح لها تنفسا |
|
وانجاب عنها ليلها وعسعسا |
وقال رؤبة :
يا هند ما أسرع ما تعسعسا |
|
من بعد ما كان فتى ترعرعا |
التنفس : خروج النسيم من الجوف ، واستعير للصبح ومعناه : امتداده حتى يصير نهارا واضحا. الظنين : المتهم ، فعيل بمعنى مفعول ، ظننت الرجل : اتهمته ، والظنين : البخيل ، قال الشاعر :
أجود بمكنون الحديث وإنني |
|
بسرّك عن ما سألتني لضنين |
(إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ ، وَإِذَا النُّجُومُ انْكَدَرَتْ ، وَإِذَا الْجِبالُ سُيِّرَتْ ، وَإِذَا الْعِشارُ عُطِّلَتْ ، وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ ، وَإِذَا الْبِحارُ سُجِّرَتْ ، وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ ، وَإِذَا الْمَوْؤُدَةُ سُئِلَتْ ، بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ ، وَإِذَا الصُّحُفُ نُشِرَتْ ، وَإِذَا السَّماءُ كُشِطَتْ ، وَإِذَا الْجَحِيمُ سُعِّرَتْ ، وَإِذَا الْجَنَّةُ أُزْلِفَتْ ، عَلِمَتْ نَفْسٌ ما أَحْضَرَتْ ، فَلا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ ، الْجَوارِ الْكُنَّسِ ، وَاللَّيْلِ إِذا عَسْعَسَ ، وَالصُّبْحِ إِذا تَنَفَّسَ ، إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ ، ذِي قُوَّةٍ عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ ، مُطاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ ، وَما صاحِبُكُمْ بِمَجْنُونٍ ، وَلَقَدْ رَآهُ بِالْأُفُقِ الْمُبِينِ ، وَما هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِضَنِينٍ ، وَما هُوَ بِقَوْلِ شَيْطانٍ رَجِيمٍ ، فَأَيْنَ تَذْهَبُونَ ، إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعالَمِينَ ، لِمَنْ شاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ ، وَما تَشاؤُنَ إِلَّا أَنْ يَشاءَ اللهُ رَبُّ الْعالَمِينَ).
هذه السورة مكية. ومناسبتها لما قبلها في غاية الظهور. وتكوير الشمس ، قال ابن عباس : إدخالها في العرش. وقال مجاهد وقتادة والحسن : ذهاب ضوئها. وقال الربيع بن خيثم : رمى بها ، ومنه : كورته فتكوّر. وقال أبو صالح : نكست ؛ وعن ابن عباس أيضا : أظلمت ؛ وعن مجاهد : اضمحلت. وقيل : غوّرت ؛ وقيل : يلف بعضها ببعض ويرمى بها